وألفتها سمراء فيها رونقٌ

حُسن البهاء بوجهها المتلثِّمِ

عربيَّةٌ بالكحل تبدو تارةً

أَو تارةً بالمسكِ ثمَّ الديرمِ

كلَّمتُها والقولُ منّي مرهفٌ

قَوْلٌ  ومدهونٌ بأطيبِ بلسمِ

هل إنَّ وصل الغانياتِ محرَّمٌ

قالت لَعَمْرُ الله  غير مُحَرَّمِ

فدنوتُ منها والفؤادُ محرَّقٌ

والقلبُ مشغوفٌ بشغفِ الملهَمِ

قالت هداك الله إنّي باكرٌ

إِيَّاكِ  يا عذراء أَنْ  تَتَكَلَّمي

وتركتها يعلو انتشاءٌ وجهها

والوجهُ نورٌ في ظلامٍ أسحمِ

عَسَلِيَّةٌ  سُمْرُ  اللَّمَى  خَمْرِيَّةٌ

وَ حِيَاْلُهَاْ سَمْرَاْءَ وجْهَ الْمِيْسَمِ

تَتَذُوَّقُ الْكَلِمَاْتِ حِيْنَ  تَقُوْلُهَا

حُلْو الكَلَاْمِ بِلسْنِهَاْ  الْمُتَلَعثِمِ

مَيَّاْلةٌ  قدٌّ  تأَرجحَ  في  الهوا

مَمْشُوْقةٌ مشق الغزالِ المُفعَمِ

مَيَّاْسَةٌ  فرعاء يُعزى  مَشْيُهَا

مشْيَ الكبيرِ الواثقِ المتزعِّمِ

برَّاقةٌ يُؤتى صدى ضحكاتِها

ضحَّاكةٌ مهزاق ليس بدهثمِ

لو ترتضيني أن أكونَ حليلها

وعسى لعلَّ البنت لم تتكلَّمِ