حَدِّثْ حَديثَ الفضلِ في خلقٍ بدا

كالدرِّ بينَ خصالِ أهلِ صفاءِ

في الحُسنِ ما للحُسنِ إلا وجهُهُ

إنْ قيلَ هذا الخلقُ قلتُ: حياءِ

تاجُ الفتاةِ إذا سمتْ بجميلِهِ

وملاكُ نفسٍ زانَها إعفاءِ

يُغضي ويصرفُ عن دنيءِ مقالةٍ

ويزيدُ من وَقْرٍ ومنه بهاءِ

كم قد كففنا بالحياءِ جوارحاً

عن فِعلِ سوءٍ أو ردىً وشقاءِ

من لا حياءَ له، فلا خُلقٌ لهُ

يبقى، ولا دِينٌ بغيرِ حياءِ

هوَ سِرُّ عِفَّتِنا، ووجهُ وقارِنا

ووسامُ عقلٍ ناطقٍ بذكاءِ

يبقى الحياءُ إذا تفرّقَ كلُّ ما

قد كانَ زيناً للفتى النجلاءِ

فاصغِ الحديثَ، ولا تكنْ متهاوناً

إن الحياءَ شعارُ كلِّ نقاءِ

فدعِ التبجّحَ لا يُزكِّي صاحباً

واخلعْ رداءَ التيهِ في الأهواءِ

فالناسُ تُرفعُ بالحياءِ وإنْ غفوا

ويذوبُ من فقدَ الحياءَ حياءِ