الديوان » نوح علي ذعوان » رثاء المجد الضائع

عدد الابيات : 32

طباعة

أضاعوا المجدَ فانهالتْ دموعٌ

كأنّ دُموعهم في الصمتِ داءُ

تفرّقَ جمعُهم لما استكانوا

وكان الضعف سيف الجبناءُ

مضَوا خلف الدنايا مستكينين

وخانوا المجدَ، ما أقسى الجفاءُ

نسوا أنّ العُلى لا تستعيرُ

عروشَ العجزِ، بل تُبنى الإباءُ

فأينَ السيفُ؟ أين الحرفُ لما

غدا فكر الرجال به خواءُ؟

وأينَ العدلُ؟ بل أينَ الأمان؟

إذا في حكمهم زورُ وغُاءُ!

تمدّ الغربُ فيهم ثم جاؤوا

بكفّ العجزِ، ما أغلى العطاءُ!

لهم وجْهٌ إذا راموا انتفاعاً

تزيّنَ بالرياءِ أو أفتراءُ

وفي خطب الجموع ترى خنوعا

كلامٌ ما لهُ حق هراء !!!

فما صانُوا البلادِ ولا المروءَ

ولا للضادِ ذكرٌ أو وفاءُ؟

كأنّ العُربَ ما عاشتْ لشيءٍ

سوى بيعِ الدّمى والألتواءُ!

تسلّلَ فيهمُ خصمٌ بليلٍ

وأصبحَ فجرهم فيه انطفاءُ

يُغنّي الحزنُ في أوتارِ روحٍ

بها الآمالُ تهمسُ بالبكاءُ

تداعى الذلُ وانهدّت قلاعٌ

كأنَ الحزمُ فيهم لا رجاءُ

فما بقيتْ لهم في الأرضِ هيبة

ولا في الجوّ راياتٌ تُرَاءُ

ملوكٌ إن سألتَ عن المعالي

فما فيهم سوى صوت الثغاءُ

تسوسُ الخيلَ أقزامٌ ولكن

لنهب الشعبِ تعمل ماتشاءُ

يبيعون البلادَ لمن تمنى 

ويشترطون فينا الإنكفاءُ

إذا نادى الفقيرُ بحقّ عيشٍ

أتاهُ بطشهُم، فانهارَ ماءُ

وإنْ قالوا عن الوحدةِ افتخارًا

رأيتَ الجمعَ ما فيهِ إخاءُ

يُزيِّنهم خطيبٌ ذو لسانٍ

يصوغُ الكذبَ إن طالَ البقاءُ

وشعْبٌ نصفه في السجنِ قهرًا

ونصفٌ في المنافي والشقاءُ

وينزفُ جرحهُ من طولِ بَلوى

كأنّ الجُرحَ في فيهِ نداءُ

صحافتُهم تُمجّد كلَّ دَجّالٍ

إذا لبسَ الرياءَ كما الرداءُ

ويُحسبُ كلُّ محتالٍ زعيمًا

إذا أبدى الحماقةَ والغباءُ

تُدارُ الأرضُ بالمصروفِ دَيناً

وفيها النفطُ والذهبُ غَناءُ

وفي التعليمِ أقفالٌ وذلٌّ

وفي الطبّ تهميشُ وداءُ

وفي الإعلامِ أصنامٌ تُطاعُ

فلا صدقٌ، ولا فكرٌ، نُقاءُ

أما الأخلاقُ، فاعتُقلتْ قديماً

وأصبحَ من يذودُ بها غباءُ

فيا قومًا تمزّقهم سُهادٌ

كأنّ الصحوَ فيهم ما استفاءُ

فيا قومي، أما آنَ استفيقوا؟

وأن يُمحى الهوانُ والانحناءُ؟

فمنْ يَحيي الفؤادَ إذا تهاوى؟

ومنْ يُنقذْ أمانينا الرجاءُ؟

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

289

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة