الديوان » ماهر باكير دلاش » رثاء عنترة

بصوت :

 
 
قِفْ، لَا تُطَأْطِئْ هَامَةً يَا عَنْتَرَةُ،
فَالدَّرْبُ تَعْرِفُهُ السُّيُوفُ الْخَيِّرَةُ.
 
عَبْلَةُ؟ دَعْ "عَبْلَةَ" لِأَوْهَامِ الْهَوَى،
فَلَرُبَّمَا بِالْأَمْسِ كَانَتْ مُبْهَرَةُ.
 
لَكِنَّهَا لَمَّا تَبِعَتْ زَيْفَهُمُ،
صَارَتْ كَسَائِرِ مَنْ تَهَاوَى مَسْخَرَةُ.
 
لَا تُقَبِّلِ السَّيْفَ الدَّخِيلَ كَرَامَةً،
فَالذُّلُّ لَا يُرْضِي النُّفُوسَ الْمُطَهَّرَةُ.
 
نَحْنُ نَبْقَى أَهْلَ عِزٍّ إِنْ جَارَتِ
دُهُورُهُمُ، وَالْحُرُّ فِيهَا قَسْوَرَةُ.
 
زَمَنٌ يُزَيِّنُ كُلَّ دُونٍ نَاطِقٍ،
وَيُمَجِّدُ الْمَهْزُومَ فِيهِ تَبَجُّرَةُ.
 
فَاكْتُبْ بِسَيْفِكَ لَا بِرِيشِ مُدَاهِنٍ،
وَاجْعَلْ جَرِيدَتَكَ الدِّمَاءَ الْمُطَهَّرَةُ.
 
وَازْأَرْ كَأَسَدٍ فِي الْوَغَى لَا يَنْثَنِي،
يَحْيَا كَرِيمًا أَوْ يَمُوتَ مُزْدَجِرَةُ.
 
وَإِذَا سَأَلْتَ الدَّهْرَ عَنْ مَعْنَى الْفَتَى،
فَقُلِ: ٱلَّذِي يُخْشَى إِذَا مَشَى مُقَدَّرَةُ.
 
عَنْتَرْ! يَا ابْنَ الْبَيْدِ تَسْكُنُ فِي الدِّمَا،
وَتَخُوضُ فِي لُجَجِ الرَّدَى مَيْسَرَةُ.
 
فَاذْكُرْ أَنِينَ السَّيْفِ إِنْ خَفَقَ الْهَوَى،
فَالْوُدُّ يَسْقُطُ إِنْ تَصَنَّعَتْهُ مُتَكَبِّرَةُ.
 
إِنْ خَانَكَ الزَّمَنُ الْمُنَافِقُ لَحْظَةً،
فَالصِّدْقُ يُولَدُ فِي النُّفُوسِ الْمُزْدَهِرَةُ.
 
وَإِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ تَجْرِي نَحْوَهُمُ،
فَاعْلَمْ بِأَنَّ الرِّيحَ فِيهِمْ مُعْسِرَةُ.
 
لَا تَسْتَجِدْ نَصْرًا مِنَ الْخُوَّارِ إِنْ
كَانُوا عَلَى أَعْدَائِنَا مُتَسَطِّرَةُ.
 
فَامْضِ، وَخُضْ حَرْبَ الْكِبَارِ مُعَفَّرًا،
فَالْأَرْضُ تَفْتَخِرُ بِالرِّجَالِ الْمُظَفَّرَةُ.
 
مَنْ كَانَ يَخْشَى الْمَوْتَ فِي وَقْتِ الْوَغَى،
مَا كَانَ فِي دَرْبِ الْحَيَاةِ مُفْخَرَةُ.

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ماهر باكير دلاش

ماهر باكير دلاش

81

قصيدة

اكتب الشعر ولي كتاب الموروث التاريخي..

المزيد عن ماهر باكير دلاش

أضف شرح او معلومة