إن الكريم له تهدي أولو الأمرِ

علامةً لطريف المجد والفخر

حتى يكون له في قومه شرف

ويستحق جزيل الحمد والشكر

وان تقلدها والمجد كان به

قبلاً يزيد بها قدراً على قدر

مثل المكرم سعد اللَه من شهدت

بفضله عالم الدنيا بلا حصر

شهم سراة بلاد الشام تحسده

على مكارمه في قُطره المصري

يا من روى الجودَ عمن قبله وجدوا

فعنهُ حدث وقل هذا عن البحر

ايامه عن وجوه الخير سافرة

وكل عسرٍ بها ينقاد لليسر

فكم طغى بالغنى ذو ثروةٍ وبغى

في الأرض وهوبه خالٍ من الوزر

لو ان أوصافهُ الحسنى يُفرِّقها

في عصره لاغتنى منها بنو العصر

ولو سعى نحوه وفدٌ لمصلحةٍ

تبشر الوفدَ منه طلعة البشر

مهذب الطبع تقواهُ مؤكدة

لا يخطر السوء يوماً منه في فكر

مهما يؤمل به الراجي يجد أبداً

فوق الذي يرتجي من جوده الوَفر

ان حلَّ في مجلسٍ فالصدرُ موضعهُ

والقلب ليس لهُ مأوى سوى الصدر

كأنه للمعالي كلها فلك

بهِ كواكبُها مُعتزَّةً تسري

وزنجبارُ العلا لما لها وصلت

أخبارُ فضلٍ به أغنت عن الخبرِ

واعتزَّ متجرُها أرخ بطالعه

أهدت إليه نشان الكوكب الدري

زففتُ من خدر فكري بكر تهنئة

ساق النجوم لها من جملة المهر

لعلمها أنها تحظى لديه بما

ليست تؤمل من زيدٍ ومن عمرو

اني بذلتُ بها جهدي ولستُ افي

حقَّ الثناء لهُ والعجزُ من عذري

ولم أجد بعد هذا ما يكافئه

إلا الدعاء له بالسر والجهر

فاللَه يبقيه في أهل العلا سنداً

للمادحين طويلَ الباع والعُمر

ما غرَّدت فوق غصن الروض صادحة

وطاب نشر الصبا من نفحة الزهر