الديوان » لبنان » أبو الحسن الكستي » يا صاحبي عزيت بالكنار

عدد الابيات : 40

طباعة

يا صاحبي عزيت بالكنار

فإنه من أحسن الأطيار

قد صدقت بمدحه الأخبار

وحمدت لذاته الآثار

ولم تقصر في أداء ما وجب

من حقه وقمت بالذي طلب

من أمه كنت عليه أشفقا

ومن أبيه يا رفيقي أرفقا

ما مات من جوع ولا من قله

لكن رماه ريشه بعله

لا يرتجي لدائه شفاء

والموت ان حل فما الدواء

عليه لا تحزن وكن صبوراً

والتزم الشكر تكن مأجورا

فكل شيء عرضة النوائب

وغرض الهموم والمصائب

أما علمت ما به جأ الخبر

لا يغلب الأيام إلا من صبر

ولا تضق ذرعاً ولا تشك الغصص

فإن يكن مات فقد أبقى القفص

لو كان يفدى بالنفيس الغالي

فديته من طارق الليالي

لكن إذا ما حادث الموت نزل

لا ينفع الحزم ولا تغني الحيل

عوضك الرحمن عنه طيرا

يكون بالتغريد منه خيرا

فما رأينا قبله من طائر

يشنف الأسماع بالجواهر

يغني عن المدام والنديم

إذا شدا بصوته الرخيم

وان تغنى معرباً أو سجعا

لحناً يكاد يسمع الصم الدعا

سلوا صدى الأوتار عن مغناه

ونسمة الأسحار عن معناه

أين الكمنجا منه صوتاً ان شدا

وربما استغني عنها ان بدا

يُركب السجع فيبدي طربا

تركيب مزجٍ نحو معدي كربا

فيا لَهُ من طائرٍ صدُوحٍ

يدعو إلى الغَبوث والصبوحِ

ذو ذنبٍ فاق وللّه العجَب

على اللجين وهو بالحسن ذهَب

مزين بالتاج كالطاوُوسِ

ملوَّن الرداءِ كالعروسِ

وعنهُ قد حدثنا الهلالُ

بانهُ لظفره مثالُ

لِلّه حسن ذلك المنقارِ

من ذهبٍ قد صيغ لا من قارِ

كان فريد الذات في زمانِه

معظّم القدر على أقرانهِ

لو لم يكن من أشرف الطيورِ

ما صاحبتهُ الحورُ في القصورِ

ان اصفرار اللون منهُ حكماً

بأنهُ قد كان صبّاً مغرما

ويشهد الحب عليه أنهُ

كان الغنا في كل وقتٍ فنّهُ

غذاؤُهُ في يومِه قليلُ

وجسمه من وجده نحيلُ

طاح وما طال لهُ جَناحُ

وما لهُ اثمٌ ولا جُناحُ

قد كان في الدنيا من الزُهادِ

ملازم الخلوة بانفرادِ

وعاش محبوساً ولم يشك الضجَر

حتى أبادهُ القضاءُ والقدر

فانني أُهدي إليهِ الفاتحه

وان يكن من الطيور الصادحه

بلابل الأدواح من أشواقها

قد قبض الحزن على أطواقها

عليه اضحى حزنها كبيراً

وان يكن تكوينهُ صغيرا

فلم يكن بِصِغَرٍ مُحتَقرا

لانهُ كان بهِ معتبرا

لو تكرم الأجسام بالضخامه

كان البعيرُ صاحب الكرامه

وإنما التفضيل بالخواصِ

للبعض دون سائر الأشخاص

وحكمةُ اللَه بهذا ظاهرَه

تُدركها ذوو العقول الباهره

قد خصَّ من شاءَ بما يشاءُ

وهكذا تُعتَبر الأشياءُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو الحسن الكستي

avatar

أبو الحسن الكستي

لبنان

poet-Al-Kasti@

120

قصيدة

3

الاقتباسات

2

متابعين

الشيخ أبو الحسن قاسم بن محمد الكستي البيروتي (1246–1328هـ / 1830–1910م) المعلومات الأساسية الاسم الكامل: أبو الحسن قاسم بن محمد الكستي البيروتي. المولد: 1246هـ / 1830م (حسب الزركلي). قُرابة 1840م (حسب لويس شيخو وعمر رضا كحالة). الوفاة: ...

المزيد عن أبو الحسن الكستي

أضف شرح او معلومة