عدد الابيات : 13
كـابَد بِـصَنعاءَ جُرحَ الرّاحِلِ الباقي
وَارحَل كَأَنَّكَ تَمشي تَحتَ أَحداقي
مَـدينَةٌ مِـن حَـنينٍ صـيغَ جَـوهَرُها
تَـمشي الـحَضارَةُ فـيها بَـينَ أَعراقِ
فــي كُــلِّ زاوِيَـةٍ مِـن طـينِها حِـكَمٌ
تَـحكي حِـكاياتِ مَـجدٍ غَيرَ مِهراقِ
يــا راحِــلاً عَـنـها وَالـقَـلبُ يَـسكُنُها
كَـيفَ الرَّحيلُ وَقَلبي فيكما باقي؟
تَـبكي الـمَآذِنُ وَالأَبـراجُ خَلفَ دَمي
وَالـبُنُّ يـصبح عِـطراً فَـوقَ أَوراقي
ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الحُزنَ يَسكُنُني
حَـتّى رَأَيـتُ رَحـيلي رغم أَشواقي
صَـنعاءُ يـا لُـؤلُؤَ التّاريخِ في كبدي
أَنـتِ الـقَصيدَةُ في قَلبي وَأَعماقي
كَــم مِــن حَـضاراتِ أَجـدادٍ تُـزَيِّنُها
وَكَــم حِـكاياتِ مَـجدٍ زانَ أَذواقـي
فـي سـوقِها عَبَقُ الماضي يُعانِقُني
وَفـي دُروبِ قَـديمٍ ضـاعَ مِشتاقي
يـا مَـن رَحَـلتُ وَقَـلبي في مَرابِعِها
إِنّــي تَـرَكـتُ بِـها روحـي وَأَرواقـي
مَـهـما نَـأَيـتُ فَــإِنَّ الـقَلبَ يَـسكُنُها
وَالـعَينُ تَـرسُمُ طَـيفاً فَـوقَ آفـاقي
أَمـشي وَأَحـمِلُ في قَلبي مَلامِحَها
كَـأَنَّـها نَـقـشُ حُـبٍّ فَـوقَ أَحـداقي
15
قصيدة