اغتيال

..........

أنت الذي بدأ الحكايةَ كلَّها

واغتلتني بالسبقِ والإصرارِ

من كان وهماً.. هل يصيرُ حقيقةً

أوهامُ قربكَ.. كالسرابِ الساري

أنسيتَ حبّي.. أين ما أمّلتني

أضحى حطاماً.. في لهيبِ قفارِ

أسقطتني في البئرِ رغمَ براءتي

أين المفرُّ.. وما ملكتُ قراري

شيطانكَ المجنونُ يوغلُ في دمي

صبغَ القميصَ بنيةِ الأنكار

إن المواقفَ قد تكررُ نفسها

حتى يبوحَ الجبُّ بالأسرار

ويروعني بئرُ الخطيئةِ مظلماً

ويزيدُ مع ظلمِ السنينِ حصاري

طوراً أجاهدُ في النهوضِ وتارة

في قبضِ صلبِ الصخرِ بالأظفار

ومضيتُ في وحلِ الطريقِ بعتمةٍ

ومحاطةٌ بالشوكِ والأحجارِ

ما عادَ في اللّحنِ القديمِ حلاوةٌ

فالعودُ يبكي حائرَ الأوتار ِ

مزّقتُ أشعاري الحزينةَ كلّها

ورميتُ بالميثاقِ خلفَ جدارِ

فالحبُّ وهمٌ.. قد تخافتَ لحنهُ

تهذي به الأوتارُ في قيثاري

أأنا التي بالشمسِ قد شبهتني

وتدورُ أقمارُ الهوى بمداري

بل قلتَ انكَ كالفراشةِ هائمٌ

وتدورُ حولي فاحترقت بناري

حتى سقطتُ وفي الشباكِ أسيرة

فحرقتَ في قهرِ النوى أزهاري

أيخونني المصباحُ في عمقِ الدجى

ورفيقُ نبضِ القلبِ في الأسفارِ

أأحاور الأصواتَ أم رجعَ الصدى

وجحيمها في الروحِ كالإعصارِ

ويجيبني بالكذبِ من صدّقتهُ

من أين جاء بِسلّةِ الأعذارِ

نيران قلبي.. لا يحدُّ لهيبها

والنارُ ترسلُ حقدها بشرارِ

فاحرقْ ورودَ العشقِ.. وأحفر قبرها

دفن الورود.. نهاية المشوارِ