الدرب طويل
يخبرني طيفك في المرآة
يخبرني بأن هناك حياةْ
خلف بحارٍ.. خلف غيومٍ
وجنونٌ يسكن في الطرقاتْ
يغريني بالسيرِ بعيداً..
في سفرٍ.. ترسمهً ملهاةْ
فأغوص بحفرٍ من طينٍ
ويذيب القلب صدى الأنّـاتْ
تضحك أوهامي ساخرةً
لو تبكي من وجعي الغيماتْ
فالدرب طويل يا ولدي
لن تنجو في كل المرّاتْ!
فالرحلة جدّاً.. متعبةٌ
وطريقك ينذر باللعناتْ
فأخلع أوهامك.. واتركني
لا تحرق عينك بالدمعاتْ
لا تلقي شبكاً في بحري
أو تركنُ تبكي على ما فاتْ
فأجبتُ ومن شدة شوقي
يا قمري.. تتعبني الخطواتْ
أحزاني كنهرٍ.. يجرفني
وسراجي يخبو في المشكاةْ
والمركب حطّمَ.. لا أملٌ
أغرقها بحركِ بالهزّاتْ!
فحبال الموتِ معلقةٌ
برحيلي نختتم المأساةْ!
قالتْ: أوجاعي كافيةٌ
تصلبني في كل الأوقات
لا حلمٌ فيها يساعدني
فشربت السّمَ على جرعاتْ
أدركت وبعد مرارتها
كم سوء الحظِ له نكهاتْ
وبكيتُ.. الريحُ تعاكسني
والقلبُ تأرجحَ في الهبّاتْ
ما زلت لعطفكِ.. منتظراً
ما عادت تغريكِ الكلماتْ؟
كلماتكِ.. نبضُ للقلبِ..
حرفٌ يحييهِ إذا ما ماتْ
كانت بالأمس تهدئني
وتلملم شعري في خصلاتْ
كالقطة تغفو في صدري
وجبيني يرضى بالقبلاتْ
أيعيش القلب على الذكرى
وأمزق روحي بالزفراتْ
جدران الموت تحاصرني
فيطير النوم مع الغفواتْ
تبكيني أسوار حديقتها
من يسقي الجوري والورداتْ
وسألت القلبَ.. ومنزلها
هل أملكُ من قدري إفلاتْ
ردّتْ بالموت تذكّرني
لن يجدي السحر.. ولا الوصفاتْ
لو ضجَّ صراخك مرتفعاً
ما نفع النوح على من ماتْ
من ترجو.. سافر في غيبٍ
لا يسمع حرفاً.. أو كلماتْ
ما ذنب الشمس إذا غربتْ
قد جاء الليل على الميقاتْ
سأظل أحبكِ لو طيفاً..
أو حتى خيالاً في المرآة
5
قصيدة