من يسافر في الليلِ.. في وهمٍ.. لا وجود لهُ

ويتوه في نبضِ قلبٍ لا يقبل القسمة.. أو يحاورْ

مجنونٌ قد تخطى حدود الأفق.. وأشعل النار في الأحلام سرّاً

وغاص في الدمعِ مع غياب النجمِ خلف غاباتٍ بعيدةٍ..

وأحتمل ترّهات الأوهام التي ذابت في زيف المشاعرْ


أنتِ أحرقتِ كُرّيات دمي  

وأشعلتِ حتى عروقي في يدي

وحبستِ حتى الأنفاس في أعماق صدري

وعصفتِ كالريح في أحلى الأماكن 

وسلبتِ حتى بقايا الروح في لحظةٍ

وأنا المصلوب خلف جدران الحنينِ

وأنتظر خلف السنين التي ما أبقت عليّا


كيف أنكرتِ هوايا.. ومزقتِ الوصية في ليل الدجى

أنا لا أملك شدو الطير في الأصباحِ

ولكني أرسم في الدفاتر صوراً لعينيكِ يغرقها الندى

وخبأتك بين ضلوعي.. وشربت خمر الهجر بالكأس القديمِ


ما زال نهركِ جارياً.. وبحيرة الصحراء جفّت وانتهتْ

أين أغانيكِ التي بالفجر قد رددتها؟

مَنْ يُطْفِئُ النِّيرَانَ التي ترقص في المدى

ويزيل الخوف الساكن في زوايا المدن البعيدة المعتمة؟

لأني أنا قد ملكت الجنون ما زلت أحلم بالحب فقط!

ولأن أسمكِ ما زال يحرق في الليل لساني

وحروف أسمك تجتاح حتى بقايا الحسرة في دمي

لذلك غطي شعرك بالشال الأسود وأمضي إلى مدن الموت المجهولة

فأنا قلبت فناجين القهوة بل كسّرتها.. والبدلة البيضاء أخفيتها

فلا تسأليها شماعة الذكرى.. فأنتِ ما زلتِ صغيرة

فأشربي كأس غبائك العفوي حتى الثمالةِ

وأرقصي وحدك في المسرح المهجور وأبكي

واتركيني الملمُ في الحلم أشعاركِ حتى أصدق كل الكلام الذي لا يقبل الحركاتْ  

فأنا منذ زمن بعيد لم أسافر في صوتك الدافئ

ولم تقبلني مدن اللُّؤْلُؤِ كي أرتاح قليلاً.. لا أكثرْ

فأنا لا املك غير عطش الليل.. فأضناني الظمأ

فلما قلبتِ خارطة الهوى وحكمتِ بحرقي حتى الموت

آهٍ.. لو قبّلتِ جبيني قبلتين.. ومسحتِ من عيني دمعتين

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن بسام علاوين

بسام علاوين

22

قصيدة

معلم لمادة الكيمياء التوجيهي - روائي أصدرت في العام 2021م روايتي الاولى تحت عنوان - لذة الهروب - تم توقيعها في معرض عمان الدولي للكتاب في العام ذاته - نشرت العديد من القصائد الشعرية في جريدة

المزيد عن بسام علاوين

أضف شرح او معلومة