ابقَ بعيداً إنني نبعٌ يسيرُ إلى المحالْ

ابقَ بعيداً إنني حلمٌ يسيرُ إلى الزوالْ

اتركْ عذابي وابتعدْ

وأشرقْ شموساً في الخيالْ

أنتَ الذي أبحرتَ في قلبي

وأرخيتَ الحبالْ

أنتَ الذي ضيّعتني

أنهيتَ أحلى ما يقالْ

وتركتني عمقَ السرابْ

جفّتْ دموعي في العيونِ.. تبخّرتْ!

يكفي العيونُ تحجّرتْ؟

حطّمتني

والحبُّ في قلبي اشتعالْ

وعرفتُ من أثرِ الدموعِ

ونارها

أسفَ الزمانْ

ورأيتُ في سحبِ الدخانْ

وجهاً تعطّشَ للحنانْ

 

فالقلبُ أضناهُ الغيابْ

مُتحرّقٌ بالشوقِ

أدماهُ العذابْ

ما زالَ يحلمُ بالحياةِ وبالأمانْ

ابقَ بعيداً إنني

روحٌ تحنُّ إلى الظِلالْ

وتعيشُ في عمقِ الخيالْ

فارحمْ دموعي إنني

بالأمسِ أسدلتُ الستارْ

وشربتُ كأسي بانكسارْ

أغرقتُ نفسي في العذابِ

وتهتُ في عمق الضبابْ

لا تقتربْ أرجوكَ

بل أنهي الحوارْ

فالموتُ يكمنُ في السؤالْ

وسألتُ قلبي خائفاً متلعثماً

كان الجوابُ هو الفرارْ

كان الرحيلُ هو القرارْ

طارتْ به الأرياحُ بيتَ العنكبوت

في غابةِ النسيانِ أزهاري تموتْ

فالعشقُ عندي المستحيلُ

أنا المحالْ

قوس تدلّى في السماءِ

ولا يطالْ

 

لا تنتظرْ.. إذ لا يفيدْ

يا أيها الوهمُ البعيدْ

أعرفتَ ما أقسى الحصارْ

أ وأنتَ تدركُ ما يدورْ

بالحزنِ إذْ تبكي الطيورْ

قد هدَّ قلبي الانتظارْ

أعرفتَ ما أقسى الحصارْ

أعرفتَ.. آهٍ

بالحجارةِ لا تلينْ

وكيف دمرني الحنينْ

آهٍ.. وأوهامُ السنينْ

فارحم دموعي إنني

بالأمسِ أسدلتُ الستارْ

أنهيتُ صمتَ العشقِ

فلسفةَ البحارْ

فاحرقْ شبابي واحترقْ

وانهي الجدالْ

فالحبُّ نبعُ المستحيلِ

هو المحالْ

ورحلتَ ليلاً

ما تركتَ ليَ المجالْ

سقطَ المسافرُ فجأةً

رحلَ القطارْ

ابقَ بعيداً إنني

أصلُ القلوبِ القاسياتْ

في وحشتي

مثلَ القبورِ الصامتاتْ

لا تقتربْ!

فالموتُ يسكن في الحياةْ

واعلمْ حبيبي إنني

وردُ الهوى متعطشٌ

والأفقُ يبخلُ بالسحابْ

أنتَ الذي دمرتني

والحبُّ في قلبي اشتعالْ

أنهيتَ أحلى ما يقالْ

أنتَ الذي علّمتني

أحرقتَ قلبي في الهجيرةِ

ثُمَ مزّقتَ الكتابْ

أنتَ الذي أغويتني

أوهمتَ قلبي بالسرابْ

ضيّعتَ عمري في السرابْ

فانهي الجدالْ

كنْ مثلَ قلبي دائماً

نبعٌ يسيرُ إلى المحالْ