إذا تاهَ فكري وقلبي تردّدْ
وسهمُ العذابِ بصدري تفرّدْ
فذاك لأني أسيرُ هواكِ
وجرحُ السنينِ القديمِ تجدّدْ
وما زلتُ أبحثُ عبرَ الدروبِ
ولكنَّ قلبكِ قاسٍ.. تمرّدْ
رويدكِ لا تهلكيني غياباً
وضاعَ النداءُ.. تعاليتِ فرقدْ
ألا أدركيني وما من جوابٍ
وما نفعُ حفرٍ بصخرٍ تَصلّدْ!
وهنتُ عليكِ كما لم تَريني
بعمركِ يوماً ولم نتوحّدْ
وأنكرتِ حتى عظامي ولحمي
فقد بانَ طيشُ هواكِ وعربدْ
ألا تدركين بأن الحياةَ
تضيعُ هباءً فما من مُخلّدْ
فخادعتِ قلبي.. رحلتِ سريعاً
وطالَ الغيابُ.. ولم أتَعوّدْ
فكيفَ طيوري وبعدَ الفراقِ
ترامتْ حيارى فلا طيرَ غرّدْ
وأدركتُ انكِ تهوينَ دمعي
وحرقَ فؤادي بسجنٍ مؤبد
وما بهِ للشمسِ خيطُ شعاعٍ
فأين المفرُ وليلهُ سرمدْ
وفارقتِ قلبي ففاضتْ جروحي
وأنتِ صباكِ بجرحي تَعمّدْ
فحلمُ الطفولةِ.. سرُّ الحياةِ
كَمرِّ الغمامِ.. تلاشى.. تَبدّدْ
فلم تسمعيني بعمركِ يوماً
ليبقى كلامي بصدري مُقيّدْ
تعاليتِ كالنجمِ حدَّ الخيالِ
أأنت الثريا.. أظنّكِ أبعدْ
وأسلمتُ ماء حياتي إليكِ
وإن شئتِ روحي فلن أترددْ
23
قصيدة