الديوان » بشر شبيب » عيناها

عيناكِ دنيا كلُّ ما فيها يعيدُ إلي ذاكرةَ الحنينْ
عنياكِ دفترُ مِن قصائدَ 
لم يجف مدادُها رغم السنينْ
عيناكِ بحرٌ يدفعُ الأمواجَ في قلبي
ويرميني على شط الجنونْ
 
عيناكِ مبتدأ الكلامِ
وآخرُ الرقصاتِ فوق الحبلِ 
قبل هجومِ هولاكو الملطخِ بالغبارْ
عيناكِ أغنيةٌ ولحنٌ جامحٌ
يستلُّ من لغتي الحوارْ
 
عيناكِ آخرُ موجةٍ حملتْ إلى رأسي الدوارْ
 
وحضارةٌ عيناكِ لا يخبو 
بحضرتها النهارْ
 
عيناكِ مثلُ كواكبِ الليلِ الطويلِ
تضيءُ والدنيا ظلامٌ في ظلامْ
 
عيناكِ للفارينِ من حربٍ إلى حربٍ؛ سلامْ
 
عيناكٍ حضنٌ دافئٌ
وأنا أمامكِ باحثٌ عن مثلِ حضنكِ كي أنام
 
عيناكِ أجملُ ما روى الشعرُ الحديثُ
وما انطوى عنهُ الكلامْ
 
عيناكِ بابٌ يفتحُ الدنيا ويغلقها عليْ
عيناكِ نافذةٌ يمرُّ الضوءُ عبرهما إليْ
عيناكِ، يا من تشعلينَ الماءَ في جسدي الحزين،
أزاهرٌ ملأى تضوعُ على يَدَيْ
 
عيناكِ حين أضيعُ في نفسي
وتطردني المدينةُ 
ملجأٌ.. بيتٌ.. وبستانٌ ظليلْ
 
عيناكِ نهرٌ يسكبُ الأحلامَ في ليلي الطويلْ
عيناكِ كلُّ قصيدةٍ حاولتُ أحملها على كتفي
لعليّ أملأ الدنيا بحبٍّ قيلَ من قبلي 
بأنهُ مستحيلْ
 
عيناكِ لي وطنٌ، وعن وطني أنا،
ما عادَ يُقنعني الرحيلْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن بشر شبيب

بشر شبيب

22

قصيدة

شاعر وكاتب صدر له ديوان "نصفها في الشام ونصفها معي". ولد في دمشق عام 1998، وعمل صحفيا في العديد من المؤسسات الإعلامية.

المزيد عن بشر شبيب

أضف شرح او معلومة