عدد الابيات : 15
قالوا تَصوغُ الحُسنَ؟ قلتُ: بلى أتشرفُ
هل في مقامِ الغيدِ حقًّا أُنصِفُ؟
ما قالهُ شعري كَساهُ تخيُّلٌ !
والوصفُ في محرابِها يتخفَّفُ
تمشي فَتهتَزُ الربى من سَحرها
ويُقالُ: هذا الحسنُ حاشى يُوصَفُ
خَدٌّ تَسامى في ضياءِ بهائهِ
كالبدرِ حينَ الليلُ لا يَتَنكّفُ
فالشَعرُ نَفحُ المسكِ إن مرّ الصبا
والمُقلُ ترمي بالسُهادِ وتَقذِفُ
"عيناكِ يا سُكرَ المنى، آه لها"
مِن سِحرِها عقلُ الفتى قد يُخطَفُ
والقدُّ من نَغَمِ الرُبا مُستَلْهَمٌ
فيهِ الجمالُ برِقّةٍ يتألّفُ
ما خِلتُ قلبي بعدَهم يَهْوَى الهوى
لكنّها سَبتِ الفُؤادَ وتُسرفُ
قالوا: أتعشق؟ قلتُ: بل في عشقها
رُكني وعهدي والهوى والمَوقِفُ
فدعوا الملامَ فليسَ يُجدي عاشقاً
في وجد من لِلرّوحِ تهمي وتَعزِفُ
إنّي بِحُبِّ الغيدِ ما أخفيتُهُ
هو سر عِشقي ما حييتُ وأعرِفُ
فاسأل فؤادي كيفَ ذابَ بنارِها
وإلى متى في صَمتِهِ يَتعففُ
يا ربُّ إِنِّي قد نَظَرتُ لِحُسنِها
فاغفِرْ لِعبدٍ بالهُيام تكلَّفُ
فاختمْ هواها باليقينِ فإنّهُ
نورٌ على دربِ الهوى لا يضعفُ
141
قصيدة