ستلقاهاكما يلقى الربيعُ ورودَهُويعودُ في عينيكَ شيءٌ من ضياعِكَ كلَّماناداكَ صمتُ سُكونِها
ويبلُّك الشغفُ القديمُ بخيرِهافترى النجومَ تُطلُّ من وجناتِها
تمشي إليكَفلا يُصيبُكَ ما سِوىأن ترتجفْ…وكأنَّ نبضَكَ نَذْرُها
تُهديكَ صمتًا،فيه تسكنُ أمنياتُ العاشقينَوتستريحُ مخافتُكفي طُهرِها
وتقولُ في سرٍّ:أنا ما كنتُ أعرفُهاإلى أن جئتُ نحوَ صفائها
وتعودُ تسألُ:هل سأبقى بعدها؟أم أنّنيسأكونُ شيئا عاشَ فيها ثمَّ تاهَ بسِرِّها؟
هي لا تُكرِّرُها الحياةُولا الزمانُ يُعيدُهاهي لحظةٌولها احتمالكَ… فاحتملْأن لا تعودَ، وأنْ تبالغَ في رؤاها
وإذا نأتْفامشِ الهوينى نحوَهافالحبُّ يعرفُ دائماكيف ارتوى مَن ذاقَ قطرةَ نبعِها
لا شيءَ يمنعُ أن تُحبَّ، وإنْ نأتْيكفيكَ أنَّكَ قد مررتَ بظلِّها
يكفيكَ أنَّ الليلَ يعرفُ اسمَهاويُسطع الفجرُ حين يمرُّ طيفا قربَها
يكفيكَ قلبُكحين ينكرُ كلَّ ماقد كان قبلكَ من حكايات، ويمحو غيرَها
فإذا ارتعشْتَفلا تُخبِّئ رعشةًإنّ الجبالَ تميلُ إنْ مسّتْ بها
وإذا سكتَّ، فكلُّ صمت بعدهانُطقٌ، ولكنْ في جلالِ حضورِها
هي لا تُعدُّ كالباقياتِ الغافلاتِ عن الهوىهي وحدَهافي الأرضِ تُشبهُ نفسَها
حتى السكوتُ يجيءُ منها شامخاويعودُ صوتُكَ ينطق مفتونُ بِها
وتظنُّ أنَّ الأرضَ أوسعُ فجأةوالكونَ أرحبَ إنْ مشيتَ بظلِّها
فتُطيلُ في عينيْـك سكنى حسنِهاوكأنَّ عمركَ لم يُضِئْإلّا بها
تتخيَّلُ الأيّامَ ترحلُ كلَّهاوتعودُ أنتَولا تعودُ سوى لها
إنْ أخطأتْفالليلُ يغفرُ سهوَهافالوردُ لا يُؤذيه إنْ مرّ الصدى
وإذا ابتسمتْفكلُّ شيء بعدهايبدو كأنَّ الشوق صافحَ وجهَها
فاخترْ سكوتَكَ عندَهاواسمُرْ ببابِ الضوءِوانتظرِ الندى
ستعودُ…نعمْ، ستعودُإنْ كانتْ سماءَكَأو إذاأدركتْ أنَّكَ كنتَ كلَّ سمائِها
143
قصيدة