الديوان » نوح علي ذعوان » تشبه نفسها

ستلقاها
كما يلقى الربيعُ ورودَهُ
ويعودُ في عينيكَ شيءٌ من ضياعِكَ كلَّما
ناداكَ صمتُ سُكونِها

ويبلُّك الشغفُ القديمُ بخيرِها
فترى النجومَ تُطلُّ من وجناتِها

تمشي إليكَ
فلا يُصيبُكَ ما سِوى
أن ترتجفْ…
وكأنَّ نبضَكَ نَذْرُها

تُهديكَ صمتًا،
فيه تسكنُ أمنياتُ العاشقينَ
وتستريحُ مخافتُك
في طُهرِها

وتقولُ في سرٍّ:
أنا ما كنتُ أعرفُها
إلى أن جئتُ نحوَ صفائها

وتعودُ تسألُ:
هل سأبقى بعدها؟
أم أنّني
سأكونُ شيئا عاشَ فيها ثمَّ تاهَ بسِرِّها؟

هي لا تُكرِّرُها الحياةُ
ولا الزمانُ يُعيدُها
هي لحظةٌ
ولها احتمالكَ… فاحتملْ
أن لا تعودَ، وأنْ تبالغَ في رؤاها

وإذا نأتْ
فامشِ الهوينى نحوَها
فالحبُّ يعرفُ دائما
كيف ارتوى مَن ذاقَ قطرةَ نبعِها

لا شيءَ يمنعُ أن تُحبَّ، وإنْ نأتْ
يكفيكَ أنَّكَ قد مررتَ بظلِّها

يكفيكَ أنَّ الليلَ يعرفُ اسمَها
ويُسطع الفجرُ حين يمرُّ طيفا قربَها

يكفيكَ قلبُك
حين ينكرُ كلَّ ما
قد كان قبلكَ من حكايات، ويمحو غيرَها

فإذا ارتعشْتَ
فلا تُخبِّئ رعشةً
إنّ الجبالَ تميلُ إنْ مسّتْ بها

وإذا سكتَّ، فكلُّ صمت بعدها
نُطقٌ، ولكنْ في جلالِ حضورِها

هي لا تُعدُّ كالباقياتِ الغافلاتِ عن الهوى
هي وحدَها
في الأرضِ تُشبهُ نفسَها

حتى السكوتُ يجيءُ منها شامخا
ويعودُ صوتُكَ ينطق مفتونُ  بِها

وتظنُّ أنَّ الأرضَ أوسعُ فجأة
والكونَ أرحبَ إنْ مشيتَ بظلِّها

فتُطيلُ في عينيْـك سكنى حسنِها
وكأنَّ عمركَ لم يُضِئْ
إلّا بها

تتخيَّلُ الأيّامَ ترحلُ كلَّها
وتعودُ أنتَ
ولا تعودُ سوى لها

إنْ أخطأتْ
فالليلُ يغفرُ سهوَها
فالوردُ لا يُؤذيه إنْ مرّ الصدى

وإذا ابتسمتْ
فكلُّ شيء بعدها
يبدو كأنَّ الشوق صافحَ وجهَها

فاخترْ سكوتَكَ عندَها
واسمُرْ ببابِ الضوءِ
وانتظرِ الندى

ستعودُ…
نعمْ، ستعودُ
إنْ كانتْ سماءَكَ
أو إذا
أدركتْ أنَّكَ كنتَ كلَّ سمائِها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

143

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة