الديوان » نوح علي ذعوان » صروف الدهر

عدد الابيات : 19

طباعة

رعى الذئابَ فتى والضأنُ تُفتَرَدُ

وأصبح الحُرُّ في أوطانهِ نَكدُ 

وكم غبيٍّ له في الحكمِ منزلةٌ

وكم لبيبٍ جفاهُ الجاهُ والسؤددُ 

يسعى البغيضُ إلى الآفاقِ محترما

ويُقصَفُ الحلمُ إن نادى به أحدُ 

كم من نصيحٍ غدا في القومِ مُتَّهَما

وكم دخيلٍ له في الحكمِ معتمدوا 

تُعطى الولايةُ للأوغادِ سادرةً

ويُقصَفُ العدلُ إن صاحَ به جَلَدُ 

ما عادَ للعلمِ في الدنيا مكانتهُ

وباتَ يُقصى إذا ما أنطقَ الرُّشَدُ 

فيا زمانا به الأقوامُ منقلبةٌ

قد اختلطنا به والجهلُ مُستبدُ 

تباعُ أخلاقُنا في سوق مصلَحة

ويُشترى الذلُّ بالأموالِ والنُّقَدِ 

يُزكَّى اللئيمُ إن نادى بخُطبتهِ

ويُقصَفُ الحرُّ إن لم يرضَ بالحسدِ 

تموتُ نخوتُنا في ظلِّ مهزلة

ويُرفعُ النذلُ في عزٍّ وفي رَغَدِ 

تُوارى الحِكمةُ البيضاءُ في ألم

ويُكرَمُ الجهلُ في أثوابِ مُجتهِدِ 

صُدَّ الكريمُ وقد كانت مَناقبهُ

تَفوقُ ألقَ النجومِ الطّهرَ والزّبدِ 

يا ويحَ من عاشَ في زمنِ المذلَّةِ قد

ضاعتْ كرامتُهُ في ضيقِ مُرتصَدِ 

فاصبرْ على الدهرِ إن الدهرَ ذو عِبَر

ولا تئنَّ فإنّ الصبرَ في السُّندِ 

فدعِ الليالي، إذا ما نابَك الخَطَبُ

تجري بما كُتِبَ الرحمنُ في الأمدِ 

ولا تُراهنْ على دنيا مقلّبة

فالدهرُ يرفعُ من يُرذى ويُقصي الندي 

وكنْ كصخر إذا ما اشتدّ عارضُهُ

صمْتُ الجبالِ، ونورُ العقلِ في الجَلدِ 

وارتقِ بالنفسِ، لا تَرضَ الدّنايا، فـ

أكرمْ بنفسِك عن نذل وعن كمدِ

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

147

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة