عدد الابيات : 48
الى أرضي أعودُ الى حياتي
برغم العاملين على مماتي
سأجعل بيتيَ المهدومَ قصراً
برغم القاصدين الى شتاتي
وأزرع حقليَ المحروقَ ورداً
وزيتوناَ يداعب أمنياتي
أنا الغزّيُّ لم تسقط بُنودي
بهَول الحرب ما لانت قناتي
أنا من غزّة الأحرار أصلي
وليس لجائرٍ تغييرُ ذاتي
الى أرضي أعود بكلّ صبري
وحبّي الجمّ في ماضٍ وآتِ
الى وطني أعانق كلَّ دربٍ
محتْ سيماءَه أيدي العُداةِ
الى وطني أواسيهِ بحزني
أضمّده الجروحَ الدامياتِ
وأهرق عند تربتهِ دموعي
وأنشده شجيَّ الأغنياتِ
أعود برغم أعدائي عزيزاً
الى وطني ومَربع ذكرياتي
برغم الحاقدين أعود مشياً
وشوقاً للتراب وللرفاتِ
على الأنقاض أجلس ثمّ أروي
فصولَ الظلم من فعْل البُغاةِ
سأروي قصةً عن كلّ شبرِ
تضمّخ بالدّماء الزاكياتِ
لأصحابي وجيراني وأهلي
من الشّهداءِ في قصف الجُناةِ
سأكتب قصةً عن كلّ دمعٍ
تجارى من عيون الأمّهاتِ
على فلَذات أكبادٍ تشظّى
صِباهم من بنينَ ومن بناتِ
قضَوا تحت الرُّكام بلَيلِ غدرٍ
وغالتْهم صواريخُ العُتاةِ
وما قتْلُ الطفولةِ فعلَ حُرٍّ
ولكنْ فعْل أبناء الزّناةِ
صهاينةٌ أراذل قد أباحوا
دماءَ الأبرياءِ بلا أناةِ
فعاثوا في الديار وخرّبوها
كما عاثتْ بهم شرُّ الصفاتِ
بنو صهيونَ كم جارتْ علينا
مدافعُهم ونارُ الطائراتِ
رأوا في دعم أمريكا ملاذاً
وترحيباً بفعل المنكراتِ
تُزوّدهم بأفتك ما لديها
سلاحاً مُردَفاً بمُدمّراتِ
وتدعوهم الى قتلٍ ذريعٍ
وتدميرٍ على كلّ الجهاتِ
فلا رِفقٌ بطفلٍ أو بشيخٍ
ولا بالوالدات المرضعاتِ
ولا يُؤسى جريحٌ أو مريضٌ
وفي أحكامهم قتلُ الأُساةِ
وفي الأحكام لا ماءٌ لعطشى
ولا قوتُ البطون الجائعاتِ
وإنْ في مخبزٍ لمحوا رغيفاً
فنسفٌ حكمُهُ بمسيّراتِ
ولا دارٌ ولا مشفى بمنجى
وما كلُّ المدارسِ ناجياتِ
من النيرانِ تلتهم المباني
ومَن فيها على قيد الحياةِ
أحالوها تلالاً من رُكامٍ
بأطنانٍ من المتفجّراتِ
بنو صهيون لا خلُقٌ لديهم
ولا أثرٌ لهم في الصالحاتِ
أرادوا أرضَ غزّة دون شعبٍ
فأخزتْهم مقاومةُ الأباةِ
مقاومةٌ من الأبطال غُذّوا
إباءً في حُجور الطاهراتِ
تفانَوا صامدين لردع جيشٍ
تقدّم طاغياً بمدرّعاتِ
تدجّج بالسلاح يريد قهراً
لأبناء الكرامة والثباتِ
فردّوهُ على الأعقاب كَلّاً
ويعثر بالظنون الخائباتِ
فبورك أهل غزّة من أنامٍ
تحدّى صبرُهم أقسى قُساةِ
فلسطينُ الحبيبةُ هُم وسامٍ
لها ولأهلها أغلى حُماةِ
لهم في الضفّة الكبرى مثيلٌ
وأشباهٌ من الأسْد الكُماةِ
وفي لبنانَ أشباهٌ أسودٌ
تصدّوا للصهاينة الجُفاةِ
ومن يمَنِ الكرامة كلُّ ليثٍ
غيورٍ ثار في وجه الطّغاةِ
رمَوا في قلب إسرائيلَ ناراٍ
ولم تقدر على صدّ الرّماةِ
ومن أرضِ العراق لهم سِنادٌ
من الأبطالِ والشوس الكُفاةِ
ومن ايرانَ إخوانٌ بدِينٍ
يُلبّون النداءَ من الدّعاةِ
وكلٌّ في حمى الاسلامِ سيفٌ
بوجه الخائنين من الولاةِ
وللمستضعَفين همُ دروعٌ
تصدّ الطامعين من الغزاةِ
سينزل جمعُهم في القدس يوماً
برايات الجهاد الخافقاتِ
38
قصيدة