الديوان » نوح علي ذعوان » بكاء الأمجاد

عدد الابيات : 19

طباعة

سُقيا لِماضٍ لنا فيهِ المدى فَنَنُ

وكان فيهِ لأهلِ الدينِ ميدانُ 

وكان في الحقِّ تيجانٌ مروّعةٌ

تُذلُّ من بطشها كسرى وساسانُ 

تدورُ أيّامُنا دولاً وتُخلفنا

والدهرُ في طبعِه زاد ونُقصانُ 

كم من فتى سادَ أقواما بمرهفة

قد أخلَفَتهُ ووارتهُ أزمانُ 

وكم مليك على عرش مُهيمِنَة

تصرّفَ الدهرُ فيهِ فهو حيرانُ 

تبا لِملك إذا لم يحمهُ خُلُقٌ

ولا تثبّتَ فيهِ الشرعُ والقرآنُ 

يا من يسيرُ على زهو بلا وجل

كأنّهُ من بأسِ الأيامِ أَمْنانُ 

أما ترى الشامَ إذ لاحتْ محاجرُها

تبكي وفي جفنِها بالدمعِ نيرانُ؟ 

وأندلسٌ كم بكتْ من بعدِ عزّتها

ولا بكى حالَها إلا مَنِ الشانُ 

يا سائلي عن جراحِ الدينِ إنّ لها

في كلّ ناحية سيفٌ وسجّانُ 

بالأمسِ كانت لنا في أرضنا دول

واليومَ يُؤخذُ منّا الدارُ والتيجانُ 

نُباعُ في كلّ سوق لا مغيثَ لنا

وكلُّ ذي سطوة في الذلّ خسرانُ 

أين الذينَ غدوا للمجدِ قافلة؟

هل في بقاياهمُ للحقِّ فرسانُ؟ 

أما ترونَ مآسي الدهرِ ماثلةً؟

أما لصرخةِ المظلوم آذانُ؟ 

فانهضْ على ذكرِ دين كان يُرهبُهم

إنّ التخاذلَ فينا اليومَ خُذلانُ 

فابكِ الخُطوبَ دماً يا قلبُ واحتسبنْ

فما لغيرِ بكاءِ الحقِّ ميزانُ 

واصرخْ بوجهِ الليالي أنّها عبثتْ

بقومِهم في رحابِ العزِّ بُنيانُ 

لعلّ في الدمعِ تذكارا لمعتبرِ

أو يُبعثُ العزمُ في الأرواحِ إيمانُ 

فاللهُ ينصرُ من قد سارَ في دُجَن

بنورِ تقواهُ، لا خوفٌ ولا هانُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

182

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة