من قال إن الصدقَ نور للبشر

ما كان إلا للعُلى خيرَ الأثَرْ 

يمضي بنا كالضوءِ ينشرُ وهجهُ

في القلبِ إن ضاقت بنا سُبلُ السفرْ 

يا صادقَ الإحساسِ كم بك راحتي

كالغيمِ يسقي مهجتي عذبَ المطرْ 

قد كنتَ سِرَّ البوحِ في أعماقِنا

كالنّجمِ يُشعلُ في الليالي من سَمرْ 

يا منْ ذكرتَ الحُلمَ قبلَ قدومهِ

وغدوتَ لي أملاً يُلمّلم ما اندثرْ 

أحببتُ فيكَ نقاءَ روحٍ ضاحكٍ

كالماءِ حينَ يُلامسُ الوردَ النّضرْ 

أهديتَني صدقَ الحنينِ فذابَ بي

شوقي، كأنّ الشوقَ من نبضي انفجرْ 

يا ليتَ تدري كيفَ نبضي خافقٌ

بك، والحنينُ إليكَ ممتدٌّ الجسرْ 

ما بينَ عينيكَ احتمى قلبُ الهوى

وأضأتَ في وجدانِ عشقي كالقمرْ 

وسمعتُ في صمتِ الليالي همسَنا

يمشي على وترِ المحبةِ كالسحرْ 

فإذا تنفّستَ الحروفَ تراقصت

أنفاسيَ العذراءُ على نسقِ السُّوَرْ 

هل تُدرك الأشواقَ كيفَ تُعلّقُ

قلبا على خيطِ الرجاءِ بلا حذرْ؟ 

إنّي أحبّك لا لشيءٍ إنّما

فيكَ انتهتْ كلُّ المعاني والصورْ 

فاخترتُ حبّك موطني ومَلاجئي

ومضيتُ في دربِ الغرامِ بلا مفرْ