الديوان » مصر » محمد عثمان جلال » النحل لا يخفاك رب العسل

عدد الابيات : 21

طباعة

النَحلُ لا يَخفاك رَبُّ العَسَلِ

جئت بِه هُنا لِضَرب المَثَلِ

مَع الذُباب كانَ قَد تَشاجَرا

فَدونكَ اِسمَع بِينهم ما قَد جَرى

خَليةٌ مِن صُنعِ هَذا النَحل

قَد وجدت يَوماً بِغَير أَهلِ

فَرَحَل الذُباب لامتلاكها

وَقالَ ذي حَقّي فَأتوني بِها

قالَ لَهُ النَحل وَكَيفَ هَذا

تَأخذ حَقي عُنوَةً لِماذا

ثُمَ تَرافَعوا إِلى الزُنبور

وَالتَجَئوا إِلَيهِ في الأُمور

وَحَصل الإِشكالُ في القَضيه

وَبِالشُهود تَمَّت البَليّه

وَالسَيد الزُنبور ما تَكَلَما

بَل لِلذُباب دُون علم حكما

ثُمَ بَدا لَهُ الرُجوع ثانيا

وَسَأل الخدّام وَالعَوانيا

وَاِحتارَ في الإثبات كُل الحيره

وَحكَّ في جَبهَتِهِ الحَقيره

فَبَرَزَ النَحل وَقالَ لِم ذا

يا قاضياً أَظهَرَت مِنكَ العَجزا

يا قاضياً قَضى الزَمان في سِنَه

وَتاه في قَضيةٍ نَصف سَنه

وَلَم يَزل يَخبط في آرائِهِ

وَتَزدَريهِ الناس مِن وَرائِهِ

خَلية النَحل لِمثلي فسلِ

إِن لَم تَكُن تَعرف طَعم العَسَلِ

وَالأَمر مجليٌّ بِعَين العَقل

وَالصُنع يَبدو مِن تَمام الفعلِ

مُرنا بِصُنع مثل ذي الخَليه

نَحنُ مَع الذُباب في البَريَّه

وَمَن يَكُن يَصنَعها بِفهمِه

فَهيَ لَهُ تَكون لا لخصمِه

فَأَنكر الذُباب هَذا القَولا

وَطارَ مَخذولاً بِهِ وَوَلّى

وَثَبتَت لِلنَحلة الخَليَّه

وَصَحَ حُكم هَذِهِ القَضِيَّه

وَصَح مِما قُلته قَول المثل

لا يعرف العاملُ إِلّا بِالعَمَل

وَهَكَذا فَضيلة الإِنسانِ

وَفَخره بِالعَقلِ وَاللِسان

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد عثمان جلال

avatar

محمد عثمان جلال

مصر

poet-Mohammad_Othman_Jalal@

201

قصيدة

3

الاقتباسات

2

متابعين

محمد عثمان جلال: المترجم الأديب والشاعر المصري رائد التعريب والمسرح النشأة والتعليم وُلِد محمد بن عثمان بن يوسف الحسني الجلالي الونائي عام ١٨٢٨م في قرية "ونا القيس" (أو "ونا القس") بمركز الواسطى ...

المزيد عن محمد عثمان جلال

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة