الديوان » نوح علي ذعوان » مناسك الحج

عدد الابيات : 26

طباعة

بإحرامِ صدقٍ قد نوى ذو التُقى

وسارَ إلى البيتِ العتيقِ بالميقاتِ

تَجَرَّدَ من زيفِ الحياةِ وكلِّ ما

يشوبُ صفو فؤادِ من الظلماتِ

إلى رَحْبها تمضي القلوبُ كأنّها

نجومُ دجى ترجـو بـه نـفحـاتِ

يُطوفون بالبيتِ العتيقِ مُكبّرين

يَفيضُ على الأرواحِ بالبَركاتِ

ويسعَون بينَ الصفا والمروةِ أملا

دعاءُ المُنى في رقةِ العَـبراتِ

ومنْ بعدها في منًى مقامُ مُهلّلٍ

يُقِرُّون  بها للهِ بالـطـاعـاتِ

أتَـدري مقامَ الحـجّ في عرفاتِ؟

ومـا فيه مـن نـورٍ ومـن رحمـاتِ؟

إذا لاحَ فجرُ التاسعِ ابنِ ذي الحجى

تجلّتْ على الآفاقِ أنـوارُ الجلالات

ففي عرفاتٍ، حيثُ تسكبُ أدمعي

وأدعُو إلهي بالرجاء الجنـاتِ

تسيرُ الجموعُ الطاهراتُ كأنها

بحارُ ندى تمضي إلى الرحماتِ

تفيضُ الدعاوى في القلوبِ مهلِّلات

وترتفعُ الأصواتُ بالعَـبَـراتِ

فما من مقام مثلُه في فضله

وفيهِ ننال الأجر والدرجات

تفيضُ دموعُ الطهرِ في مزدلفة

تَبيتُ بها الأرواحُ في سَكَـنـاتِ

فيا سعدَ من لبّى ونادى خاشعا

وسارَ على نورِ من النسماتِ

يرمـي الجمارَ بـكلِّ شـوق صادق

كأنّـه يرمي الشُّرورَ العـاتـي

وفي يومِ نحرٍ يُهرَق الهَدْيُ خاضعا

لـربِّ السّـما في أكمَـل القُـرُبـاتِ

ويأتي "الحِلقُ" أو "تقصيرُ" هيئتِه

بـهِ يُختَتَمُ النُّسكُ من الطاعاتِ

ويُفِيضُ بعد الوقفِ في طَـوافِـه

بـبيتِ الإلهِ، مُتمِّما سُنَنَـاتِ

فَذاك تمامُ الحجّ إن طاب النّدى

وأُدِّيَ بالإخلاصِ والنيّـاتِ

إذا ما انتهى الحاجُّ مِن نُسكِه

فَيمم إلى طيبةِ بالخطواتِ

تزُر خيرَ خلقِ اللهِ، طه المصطفى

شفيعَ الورى في الحشرِ والظُّلُماتِ

تُسلِّمُ في أدبٍ وتقفُ مُوقِّرا

بباب من الآياتِ والبركاتِ

فما زالَ قبرُ المصطفى متألقا

ضياءً يُجَلِّي غُربةَ الغُرباتِ

وزُرْ طيبةَ الغرّاءَ ترجو شافعا

لخيرِ الورى، طه، كريمِ الصفاتِ

فذاكَ مقامُ الحَجّ من شُرُفاته

تُضاءُ به الأرواحُ بالنفحاتِ

عليه صلاةُ الله ما دامَ الورى

يَسيرونَ نحوَ الحَجِّ بالدعواتِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

307

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة