رُقيُّ نفسِكَ في الأخلاقِ مُرتَقَبُ

فدعك من الكبرِ، ما ينفـعُ الكَذَبُ 

واعلمْ بأنَّ تمامَ العقلِ مكرمةٌ

وأنَّ خيرَ الورى في عِفَّةٍ الأدب 

من يستطِلْ عرضَ غيرِه في غيبَـةٍ

فليسَ إلاّ امرأً قد ساءه النسبُ 

تسمو النفوسُ بتقوى الله في خلَفٍ

وتسقطُ الناسُ إن جاروا وإن كسبوا 

كم عاقلٍ خافتِ الأضواءَ ذوتّـقوى

لكنَّهُ حين يُدعى للندى شهبُ 

لا تغترنَّ بذي مالٍ تُبجِّلُـه

فربَّ ذي ثروةٍ في قلبِه عطبُ 

الوجهُ يبسمُ إن كان الفؤادُ نقيّاً

وإن تجهّمَ ذو الأموالِ فهو خبُ 

تبقى المكارمُ للأخيارِ إن ذَهَبوا

والخُلقُ يخلدُهم ما دارتِ الحُقَبُ 

تطغى الطبائعُ إن خافتْ مُراقبةً

ولا رقيبَ سوى تقوى بلا رُقُبُ 

فازَ الكريمُ على الدنيا بسيرتِهِ

والنارُ في حَملها تستعرُ الحَطَبُ 

ما كلُّ من كثرتْ أموالهُ عَظُمَتْ

ولا كلُّ من قلَّ زادُ العقلِ يُحتَسَبُ 

الحلمُ تاجُ الفتى إن كان يملِكُهُ

وسيفُهُ العدلُ، لا ظلمٌ ولا غضَبُ 

إيّاكَ أن تَسخَرَ الإحسانَ في سَفَهٍ

فالحقدُ يُردي، وذو المعروفِ يَنتَصِبُ 

من زانَهُ الخلقُ لا يُخشى له كَـرَبٌ

وإنْ تَعاظمَ أهلُ الظلمِ واحتَسَبوا 

إنّ المروءَةَ نبعٌ طاهرٌ عذبٌ

يسقي القلوبَ، ويَحيي السهلَ والهضَبُ