الديوان » نوح علي ذعوان » ياقدس ماذا تبقى

عدد الابيات : 21

طباعة

يا قُدسُ.. ماذا تبقّى يثارُ؟

أَم على البابِ صُفِّدَ الأحرارُ؟! 

كادَ عمٌر يَمُرُّ، والموتُ يجري

في ثَراها، ولا استراحَ الحِصارُ 

فاسكُبي في جُراحِنا بعضَ عِزٍّ

علَّ فينا مِن الكبِرِ إصرارُ 

علَّ نارا تُزيلُ عارا توارى

بينَنا حيثُ تَخنُقُ الأعذارُ 

كم شهيدٍ قضى، وكنّا نُجادلْ:

أَهُوَ الحقُّ؟ أم هّيّ الأقدارُ؟! 

إنَّهُم إخوةٌ لنا.. غيرَ أنَّا

في يَدِ الطامعينَ أستثمارُ 

كم يتيمٍ بكَى، فلم يقتنعوا

واقتنَعت الأشجار والأحْجَارُ 

كلُّ حاكم يُسبِّحُ المالَ دِينا

ويُقدِّسُ الصمتُ، وهوَ عارُ 

كلُّ شيخ يُباركُ الذُّلَ خوفا

أَو يُغطِّي الجريمةَ استِغفارُ 

لم يَعُد في فِجاجِنا صوتُ حُرٍّ

لم يَعُد في أَوطانِنا ثُوّارُ 

يا قُدسُ.. إنَّ دمائنا مُستباحة

فاحمِلي نَحنُ للوغى راية وشعارُ 

نحنُ ما بَينَ سُلطةٍ تَتَوارى

وجُموعٍ يبيعُها السَّمسار 

لا تُراهِنْ على السّلام، فإِنَّا

أُمَّةٌ في  تُرابِها الأخيارُ 

أُمَّةٌ لا تُفرِّقُ الحَقَّ مكَرا

مَن تَراهُ لأَجلِها يستثارُ؟! 

إنَّما الحربُ تُدرِكُ العَزمَ حَتما

ليسَ يُجدي في ظُلمِها استهتار 

ليسَ يُجدي النواح والبُكاءُ  دَمعا

حينَ يُحكَى بسَيفِها الأخبارُ 

يا قُدسُ.. عُذرا، فإنَّنا في سُبات

لا يُوقِظُنا الصَّبرُ والإستنكارُ 

كلُّ حُاكم يَبيعُ أرضا وشَعبا

كلُّ فَرد في صَمتِهِ إنهيارُ 

إنَّما النَّصرُ لا يَجيءُ دُعاءً

ليسَ في الذُّلِّ تُنبِتُ الأشجارُ 

حينَ صارَ السِّلاحُ مَمنوعَ ذِكرٍ

صارتِ الأرضُ كُلُّها استعمارُ 

يا قُدسُ.. عُذرا، فإنَّنا ما بقينا

غيرَ نَظم تُردِّدُهُ الأمصارُ !

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

222

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة