يا مهدُ عزٍ ما خبا لكِ نارُ

وبصدرِك المِقدامِ كم أخطارُ 

تتوالدُ الأهوال فيكِ كأنّها

غدر الزمانِ، وخصمُها الإصرارُ 

ما هزّكِ العدوانُ رغم جحيمهِ

فالنارُ تهمدُ إن علاكِ جدارُ 

قد قلتِ للأعداءِ: هذا موطني

وبناؤهُ بدمائنا أستارُ 

من كلّ شبرٍ فيكِ قامت قِمّةٌ

ومدى القممِ لأهلكِ الأسوارُ 

يا أرض مأربَ، يا شموخ صعدة

يا نجمَ شبوةَ، والضحى أنوارُ 

يا زهوَ صنعاءَ الأبية إنّها

في القلبِ رغمَ جراحِها إعصارُ 

يا حضرموتُ النورُ في أفقِ الدُنا

تاريخُها يُروى ، بالعزِّ والإكبارُ 

إبٌ سناها لا يغيبُ كأنها

قمرٌ، ومن حولِ القرى أقمارُ 

وتعزُّ صبرُكِ والعُلا في جبهةٍ

تعلو، وفيكِ الصبرُ والأنصارُ 

يا لحجُ يا فخرَ الجنوبِ ومجدهِ

فيكِ السلامةُ والغُلل تختارُ 

من تُربة تُزكِي القلوبَ، كأنها

ما زارها إلا الهدى ووقارُ 

ما كنتِ إلا منبتا لحضارة

حارت بها الأفهامُ والأبصارُ 

سبأٌ، وعادٌ، والملوكُ، وتبعُ

ذكرى على أفواهِنا تذكارُ 

واليومَ أنتِ أمامَ كلّ ملاحم

فيكِ الرجاءُ، وأهلكِ الأحرارُ 

كم من شهيدٍ فيكِ سطّر روحهُ

فارتجَّ منه المعتدي الخوارُ 

واليمنُ الأقوى يظلّ جبينُه

مرفوعَ فخرٍ، لا يُذلّ جوارُ 

هذا الصمودُ العاصفُ المتجدّدُ

في ساحِها للمعتدي إنذارُ 

نحيا، ونعلمُ أنّ كلّ كرامةٍ

بدمِ الفداء تُصانُ، لا أشعارُ 

يا أرضَ بلقيسَ البهاء تحيّتي

شعرٌ لكِ انقادَت له الأوتارُ 

أنتِ السعيدةُ، إن بدا لكِ أسىً

فالروضُ رغمَ جفافهِ زخّارُ 

ما ضرّكِ الإعصارُ ما دامَ الفتى

منكِ، وفيهِ نخوةٌ ويغارُ 

سنظلّ نكتبُ بالدماءِ تاريخنا 

ما دام فينا للعُلا إصرارُ 

ولنا الكرامةُ في الحياةِ عقيدةٌ

نمضي بها، ما ضرّنا الأشرارُ