الديوان » مصر » محمد عثمان جلال » قد جلس الراعي مع المواشي

عدد الابيات : 21

طباعة

قَد جَلَسَ الراعي مَع المَواشي

بِشَط نَهرٍ أَخضَر الحَواشي

وَكانَ قَد أَزعَجَه السِرحان

وَهَلَكت مِن عِندِهِ خرفانُ

وَكانَ مِن جُملَةِ ما قَد هَلَكا

مُخَضَّب عَلَيهِ مَولاهُ بَكى

مُخَضَّبٌ تبينو لَولا الرمائِسُ

إِن ماسَ قُلت ذاكَ غصنٌ مائِسُ

الشَمس في غُرّته وَهوَ حَمَل

لَيتَ لَهُ السرحان ما كانَ حَمل

لَما قَضى ناحَ عَلَيهِ الراعي

وَقالَ آه أفّ يا ذِراعي

قَد كُنت يا رَميس تَجري جَنبي

قاتلك الذئب بِغَير ذَنبِ

وَبَعد أَن رَبى الخَروف قاما

إِلى المراح جَمع الأَغناما

وَقامَ فيهم واعِظا خَطيبا

وَأَسمَع البَعيد وَالقَريبا

وَقالَ يا خرفان ذا المراحِ

إِستَمعوا قَولي بِلا مِزاحِ

أوصيكُم بِالحَزم وَالثباتِ

في أَغلَب الساعات وَالأَوقاتِ

حَتّى إِذا الذئب عَلَيكُم هَجَم

وَشاهَدَ الهمَّة وَلّى وَاِنهَزَم

قالوا سَمِعنا وَأَطَعنا قَولك

أَنتَ لَنا وَنَحنُ يا سَيِّد لَك

وَإِن أَتى الذئب هُنا نَزنقُهُ

وَكُلُنا نمسكه نَخنُقُهُ

هَذا الَّذي يحرمنا الأَقارِبا

لا شَكَ باتَ مَوتُهُ مُقاربا

فَصدّق الراعي كَلام قَومه

وَنامَ وَاِستَغرَق لي في نَومه

وَحينَ وَلّى اليَوم لِلرَواح

وَمالَت الشَمسُ عَلى البطاح

أَقبل ذئب كَالحِمار عالي

وَكرَّ في الغَيط عَلى الأَحمالِ

فَهَرَبَت كُلُّ الكُبوش مِنهُ

وَحَوَّلت وَجهَ الثَبات عَنهُ

فَلا تَقُم كَواعظ في عَسكر

إِن لَم تَكُن مِن طَبعِها كَعَنتَر

وَالشاةُ لا تَحضر عِندَ الشاهِ

فَإِنَّها مِن أَعظَم الدَواهي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد عثمان جلال

avatar

محمد عثمان جلال

مصر

poet-Mohammad_Othman_Jalal@

201

قصيدة

3

الاقتباسات

17

متابعين

محمد عثمان جلال، المترجم الأديب والشاعر المصري، يُعد من رواد التعريب والمسرح في القرن التاسع عشر. وُلد عام 1828م في قرية ونا القيس (أو ونا القُس) التابعة لمركز الواسطى بمحافظة ...

المزيد عن محمد عثمان جلال

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة