الديوان » مصر » محمد عثمان جلال » حكاية الميت والقسيس

عدد الابيات : 16

طباعة

حِكايَةُ المَيّت وَالقسّيس

تعذبُ في الإِلقاءِ وَالتَدريسِ

قَد ماتَ فَحلٌ مِن بَني النَصارى

وَفَقَد الإِحساس وَالإِبصارا

وَكَفَّنوهُ أَهله حَريرا

وَعَطَّروا ثِيابَه تَعطيرا

وَأَدخَلوه هَكَذا في الخَشبَه

وَحَملوه بَعد ذا في عَرَبَه

وَقَد مَشى القسيس في حِذائِهِ

مُلَفَّحاً يَجرُّ في كِسائِهِ

يَقرأُ في الإِنجيل حُكم العادَه

وَهوَ عَلى المَشي لَهُ جلادَه

يَقرأ لَكن عَقله في الكَفَنِ

يَقول هَذا مَيتٌ أَتحَفَني

آخذُ ما عَلَيهِ مِن مَلبوسِ

أَبيعهُ وَأَملأنَّ كيسي

وَثمن الشُموع هَذا ربحي

أَقبضه اللَيلَة قَبل الصُبحِ

وَأَشتَري لابنَةِ عَميِّ كسوَه

وَأَشتري النَبيذ ثُمَ القَهوَه

وَبَينَما يَهجس في الأَفكار

وَلَم يَكُن يُدرِك حُكم الباري

إِذ وَقَع النَعش بِه وَالعَرَبَه

حَتّى أَصابا رَأسَهُ وَالرَقَبَه

فَماتَ في الحال وَخابَ أَمَله

وَراحَ مَسعاهُ وَطاحَ عَمَله

وَلَم يَدُم وَلَم يَنل أُمنيَّه

مُذ أُنشِبت أَظافِرُ المَنِيّه

وَهَكَذا مَطامِعُ الإِنسان

تنزله في الذُلِّ وَالهَوانِ

وَبَينَما المَرءُ يُرَجّي خَيرا

في هَذهِ الدُنيا يَراهُ ضَيرا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد عثمان جلال

avatar

محمد عثمان جلال

مصر

poet-Mohammad_Othman_Jalal@

201

قصيدة

3

الاقتباسات

2

متابعين

محمد عثمان جلال: المترجم الأديب والشاعر المصري رائد التعريب والمسرح النشأة والتعليم وُلِد محمد بن عثمان بن يوسف الحسني الجلالي الونائي عام ١٨٢٨م في قرية "ونا القيس" (أو "ونا القس") بمركز الواسطى ...

المزيد عن محمد عثمان جلال

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة