الديوان » حمزة جمعة » عيني بمحجرها كبئر متعبة

عدد الابيات : 41

طباعة

عيني بمحجَرِها.. كبئرٍ مُتعَبَـةْ

لا دلوَ في عليائها كي تُعرِبَـهْ

جفّت بها وِديانُ قلبٍ نازفٍ

ترجو غَمامًا من سماءٍ مسغبَـةْ

عامٌ يجيءُ عصيَّ دمعٍ وارفٍ

ويغيبُ عامٌ فيهِ دلوي كَبْكَـبَـه

أُلقِيتُ في جُبِّ الحياةِ مكبلًا

أرعى لسانًا ذا قوافٍ مُصْلَـبَـة

قد جبتُ ذاك‌ الجُبَّ أصرخُ نازفًا

أين المَشاةُ وأين تلك المركـبَـة

تحتَ القيودِ أرى حياةً خَضرةً

مَن يفتحُ القيدَ العنيدَ لِأسحـبَـه 

أهفو إلى قاعِ النُّضارِ صبابةً

فبها وبي كِلتا سمانا مُعجـبَـة

وكطيرِ شدوٍ في السماءِ مُجنَّحٌ

أُرمى بسهمِ النائباتِ فصوبَـه! 

وحكايتي من ذا الزمانِ حكايةٌ

مضمونها نابُ الصُّرُوفِ تكلّـبَـه

وشبابيَ الأخّاذُ باتَ مُكركَبًا

وبناتُ فكريَ قد غدت مُتَكَركِـبَـة

ومرابعي صارت رُكامًا من أسًى

يا غُربَ ذاتٍ في الذواتِ مُغرّبَـة! 

أَوَلَستِ من طينٍ وماءٍ بذرتي؟ 

فلمَ القريحةُ في الأنا متلهّـبَـة؟!

أوشكتُ من لقياكِ أني عائدٌ

متصالحٌ معَ عالمٍ كي أرغـبَـه

مُتفكِّكٌ من ذي القيودِ محرَّرٌ

وملاعِبٌ وهْمَ الخلودِ لِألعـبَـه! 

وكحمزةٍ نابي يُكشَّرُ في الوغى

أسَدٌ يُقاتل في الحِمى مَن أغضبَه

وبلا بداياتٍ .. تمادت نَقمةٌ

واستعذَبَتْ كأسَ النّوى كي أشربَـه 

فمتى يُرى وصلُ الحبيبِ مُنزَّهًا

عن ذي جفاءٍ أو بعادٍ خيّـبَـه؟

هلّا اسْتراحَ العاشقونَ بضفّةٍ

تنأى بهم عن قولِ واشٍ مرتـبَـة؟ 

يا نادِبَ المُشتاقِ في عَبَرَاتِهِ

أقصِرْ فإنَّكَ جاهِلٌ أن تندبَـه! 

أقصِرْ فلو عَلِمَ الجَنَانُ بمُهجةٍ

فيكم، لما نَدَبَ الهوى أو كذّبَـه

إنّ اعتلاجَ القلبِ أهونُ سطوةٍ

من سطوِ واشٍ إنْ يُكشِّرَ مِخلـبَـه

أنّى تلوماني بسلمى سَهْدَةً

وقدِ ٱستَوَت في أجفُني مُتنصّـبَـة

وقَدِ ٱستَوَت تحتَ الضلوعِ بأبهرٍ

حتى الدِّما من طِيبِها مُتطيّـبَـة

رقراقةُ الخدينِ يأبى حسنها

إلّا جوًى! ، وحياؤها لن تغلـبَـه 

مُدِّي حِبالَ الوصلِ سلمى إنّني

جَمُّ الشعورِ أرومُ فيكِ المقربَـة

مُدِّي حِبالَ الوصلِ في جُبِّ النوى

كي أرتقي بُنَّ العُيونِ وأشربَـه

كي أرتقي الجوزاءَ في آفاقها

وأُعودُ للجُبِّ العتيقِ لأحجُـبَـه

وأصيرُ زيرًا للهوى في لحظةٍ

لزوابعِ العشّاقِ أبني مَركـبَـة

وأطوفُ حولَ "السُّدمِ" أتلو أحرفي

شُهَبًا تُنوِّرُ بالسّحائمِ غيهـبَـه

لجفاءِ كلِّ الإنسِ ليسَ بكاتبٍ

ويضيرني منكِ الجفاءُ لِأكتبَـه!

كم خيّمَ البؤسُ الرَّهيبُ بأشطُرٍ

تُتلى كنايٍ قد أضاعَ مُدرِّبَـه

ضاعت ضياعَ الوصلِ منّي أحرفي

هلَّا أعدتِ حروفيَ المُستعذبَـة؟ 

دارت بنا الأنواءُ دورةَ عقربٍ

أقسى مُعاطبَ من سمومِ العقربَـة

ما عدتُّ يوسفَ كي تُصانَ هويّتي

لا وحيَ غيرَ الشعرِ بتُّ مُقرِّبَـه

في داخلي مُوسى عصاهُ تكسّرت

فِرعونُ يطلبُ من دهائي مطلَـبَـه

في قلبيَ النمرودُ يحكُمُ جائرًا

أنا بابلٌ مجدي تسلَّبَ مَسْلَـبَـة

مُذ أوْجَدَ الحوتُ الطريدةَ: حمزةً

بدَلًا ليُونسَ ضمّني وتجنّـبَـه!! 

جاءتْكَ يا زمني رسالةُ عاتبٍ

إن كنتَ ترغبُ يا زمانُ مُعاتـبَـة

وأطلتُ في سردِ المقالِ لأنّني

قصّرتُ حبلَ البوحِ دهرًا مَرغَبَـة

أصبحتُ عن كيدِ الصّروفِ مهذبًا

تأبى الصَّروفُ بأن تكونَ مُهذبَـة! 

عشرونَ عامًا والضَّياعُ مُرافِقي

مُذْ مطلعِ الإشراقِ يحذو مَغرِبَـه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حمزة جمعة

حمزة جمعة

72

قصيدة

حمزة جمعة، من العراق محافظة الأنبار، وأقيم في العاصمة بغداد، أكملتُ دراستي الثانوية في ثانوية العنقاء، وذهبت للعاصمة بغداد لإكمال دراستي الجامعية في قسم طب الأسنان، أهوى الشعر العربي العمودي

المزيد عن حمزة جمعة

أضف شرح او معلومة