الديوان » محمد يحيى ولد الحسن » طائر الفينيق

عدد الابيات : 26

طباعة

حياتي التي ضاعت سترجع ماردا

وقمقمها يتلو الرماد قصائدا

أعيذ طريقي والمجاهيل حوله

أن أُلفى مُصادا بعد أن كنتُ صائدا

وما الموت إلا مرةً لا أهابُها

أموت إذا حانت كما عشتُ ماجدا

هنا خير أرض الله مكةُ، إنها

شفاء الذي من شوقها كنت واجدا

فهذا إذن تأويل رؤيايَ مرةً

ولم تكُ أضغاثاً ولم أكُ فاندا

وحقاً بفضل الله صارت، وآن لي

له وحدهُ ألا أُبارح ساجدا

إلى الكعبة الغراء جئتُ مُلبيّاً

فمنذ رآها القلب لبّيت حامدا

لقد سكنت نفسي وكانت قُبَيل ذا

عواصفها ما إن تكفُّ رواعِدا

كأن جيوشاً من ملائكِ ربنا

بها هبطت والمِثل يصعد عائدا

وقفتُ بها والدمع ينهلّ ساخناً

لأبكيَ من عهد الحبيب المعاهدا

أُجيل بها عيني لأصطاد حسنها

فتبدو القباب الكامنات طرائدا

وتبدو المنارات الطوالُ سحائباّ

كأنّ السما قد أمطرتها مساجدا

خرجتُ إلى ربي ولبيتُ يا أبي

عسى أرتقي في سلم الله صاعدا

أتيت فقيراً ذا همومٍ كثيرةٍ

وذاتُ يدي ضاقت، وأضيِق بها يدا

وأشهد أنّ الله ربيَ واحدٌ

وما كان مولودا ولا كان والدا

وقد أرسَلَ المبعوثَ للناس رحمةً

فبلّغ للناس الرسالة راشدا

عليه السلامان الأتمّانِ، علّني

بفضلهما أنْ  أستعيد المقاصدا

على أنني عاصٍ ذنوبي كبيرةٌ

وما كنت ذا تقوى وما كنتُ عابدا

وما ليَ من زادٍ سوى محضِ جودهِ

وظني بهِ أنْ سوف يُغدق جائدا

ويُغنيَني عمّن سواهُ تفضُّلاً

فأزهد فيما لم أكن فيه زاهدا

ويجزيَ عنّي المحسنين وإنهمْ

كثيرٌ، وقد حاولت جهديَ جاهدا

ويوليَني عفواً ويستر زلّتي

ويُصلح لي دنيا وأخرى فواسدا

فأحيا الذي في العمر من فسحةٍ هنا

عزيزاً سليمَ القلب، أمشي على هُدى

ويأخذَ روحي وهو راضٍ تكرُّماً،

على يد أعدائي شهيداً مُجاهِدا

ويجمعني بالأنبياء وصحبهم

بمقعد صدقٍ ليس ينكر قاعدا

مع الأهل والأحباب بين جنانهِ

وقد طوقتنا من حلاها قلائدا.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد يحيى ولد الحسن

محمد يحيى ولد الحسن

12

قصيدة

شاعر وكاتب موريتاني، منحازٌ لـ "لا" ضد "نعم" صدر له: - نصوص طفلة؛ شعر فصيح - الصحراوي؛ شعر شعبي - زنوبيا؛ رسائل أدبية - عندما يختلف طعم النهايات؛ شعر فصيح - ما قبل تاريخ الشفاه؛ شعر

المزيد عن محمد يحيى ولد الحسن

أضف شرح او معلومة