الديوان » نوح علي ذعوان » أنين الفقر

عدد الابيات : 22

طباعة

ما الفقرُ؟ إلا اختلالُ العقلِ والسببِ

وسُبةٌ شاعتِ الأيامَ في الحُقَبِ 

يغتالُ فيكَ المعاني وهي ناهضةٌ

ويستبيحُ جلالَ العزمِ والرتَبِ 

تمشي إليكَ الدنايا وهو قائدُها

ويقعدُ الحُلمُ في عجزٍ على الكُثُبِ 

ما الفقرُ؟ إلا غُلامٌ في ملامِحِهِ

ذُلُّ السؤالِ وأنيابٌ من السَّغَبِ 

يأتي إليكَ إذا ولّتْ مروءتُكَ

مُستبطنا خِزيَ ماض غيرَ مُنتسَبِ 

كم قد غدا في رداءِ الصبرِ مُتّشحا

وفي الجيوبِ هواءٌ غيرُ مُحتَسَبِ 

يُعطيكَ كفًّا إذا صافحتها لهبٌ

ويُسقطُ الهامَ في بُؤسٍ وفي نَكَبِ 

ما بالُ مَن راحَ يفتي الفقرَ مكرمة

والجوعُ يُفتيه من عمق ومن عَصَبِ 

هذا الفقيرُ إذا ما قيل: ما عتبٌ؟

قالوا: بلاءٌ، وما في الناسِ من عتبِ 

يُدنيه ذلُّهُ مِن كُلّ مُقترِف

ويستفيقُ على هَجْر من الحَسَبِ 

ما عادَ يُحسِنُ إلّا الصمتَ مُنكسِرا

ولا يلينُ لهُ إلا على الغضبِ 

كم من لئيمٍ غدا فوقَ الثريا غِنى

وذو المعالي يُعاني شُحَّ مُغتربِ 

لو كان يُوزنُ أهلُ الفضلِ من نُبَلٍ

لما ابتُلي في عصورِ القومِ ذو أدبِ 

لكنّما الدهرُ مأذونٌ يُقَلِّبُنا

كأنّهُ سَكرَةٌ في وجهِ مضطربِ 

تبدو المكارمُ في أثوابِ مهترئه

ويُلبِسُ السُّحتَ تاجَ المالِ والكَذِبِ 

ويلٌ لمَن قد ذاق الفقر  مُنغصة

ما ذاقهُ غيرُ عبد خاضَ في التربِ 

يا ويحَ من كان فينا وهو مُفتقِرٌ

كأنّهُ عارُنا المذمومُ في النَّسَبِ 

قد يحتملُ الحِمامَ الحرُّ مُبتهجا

ولا يَصيرُ أسيرَ الذُّلِّ والرَّهَبِ 

إنّ الفقيرَ إذا ما ماتَ مُحتَسَبا

ماتَ الصباحُ، وسادَ الليلُ في الشُّهُبِ 

ما الفقرُ؟ إلا شتاءٌ لا غطاءَ لهُ

وسيفُ قهرٍ، ونارٌ غيرُ مُلتَهِبِ 

فاخترْ لنفسكَ دربَ العزِّ معتزِلاً

ذلَّ الفقيرِ، وذلَّ السائلِ التّعِبِ 

ولا تُقِمْ بين أهلِ الفقر منزلة

فالموتُ أهونُ من عيشٍ على الطلب 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

224

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة