الديوان » حسن القاعد » الهلاك

عدد الابيات : 23

طباعة

وَلمّا أبعدوني عَن ثَراكِ

نجوتُ من الهلاكِ إلى الهلاك

وَلمّا أن تَفَرّقنا بليلٍ 

وماعادت رؤايا في مداكِ

رَجَعتُ إِلَى الدِّيَارِ بِغَيرِ جِسمٍ

وَجُستُ خِلالَها أبكي هَوَاك

گأنّي قَد جَنيتُ عليَّ ناراً

تَأزُّ القلبَ من أمرٍ محاكِ

مُسَعّرةً تُحَرِّقُ من نآها

وَتَمنعُ آخرينَ عَن الحراكِ

وَإنّي للورى إن بانَ سنّي

تَريني ضاحكاً والقلبُ باكِي

فؤادي يكتوي من نارِ وجدي

وَتُثنِيني الصبابةُ عن سواكِ

ويأرقُ خافقي ليلاً وأخشى 

بأن يأتي الصباحُ ولا أراكِ

فقد جار الطّغاةُ عليك حتى 

دهاك من المصائب ما دهاك

وَقالوا أمُّنا گرِهت بنيها

فألقينا السّلاح بلا عراكِ

ملأنا الأرض من هجرٍ ومنفىً

وما للموت عنّا من فگاكِ

تساقطنا كراماً من كرامٍ

گما سقط السّواك من الأراكِ

وقدّمنا النفيس بلا حسابٍ

وضَحّينا بإخوانٍ فداك

وَسيّلنا النّفوس گعذب ماءٍ

فَمَن ذا عن محبتِنا نهاك

وها أنا حائرٌ في أمرِ نفسي

وَجئتكِ راغباً أرجو رضاك

فما شرّ الفراق أقلّ شأناً

من الإملاق أو قتل السفاك

ولا ينفك يطردني سؤالي

أسانا هل أتانا من أساكِ

يُذكرني الحنين ولست أنسى

بمدرسةٍ وحيّ في رباك

بألوان السنابل والدّوالي

حقولا قد زرعنا قبل ذاكِ

وهل فيروز مازالت تغني 

بُعَيد الفجر إذ يشدو سناكِ

وريح البنّ ممزوجٍ بهالٍ

إذا ما الصبح شعشع من ضياك

فما قطع الزمان حبال ودٍّ

وما فقد المحبة من رآك

ولكن إن تمكن طول هجري

تقاسمني الهلاكُ معَ الهلاكِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن القاعد

حسن القاعد

15

قصيدة

شاعر سوري في المنفى ، املك الكثير من القصائد ودراستي العلوم الاسلامية

المزيد عن حسن القاعد

أضف شرح او معلومة