الديوان » نوح علي ذعوان » نور الهدى ( ﷺ)

عدد الابيات : 35

طباعة

نورٌ على الكونِ فوق السَّهلِ والقممِ

يُهدي البريَّةَ مِن جَهلٍ ومِن غَشمِ

قامت على نهجهِ الدنيا مشَرَّفةً

والكونُ يخشعُ للإيمانِ والقِيَمِ

في مولدِ النورِ أنشدنَ الثّنا فَسَما

مقامُهُ بين إشراق ومنتظمِ

أطلَّ وجهُ الهدى فاهتزَّ موضعُهُ

كأنّهُ البدرُ في داج مِنَ العُّتمِ

يا سيِّدَ الخَلقِ ما في الخَلقِ مِن بَشَر

إلّا ويعرَفَ فضلَ الحلمِ والشيمِ

لولاكَ ما رفعت للحقِّ قافِيَةٌ

ولا سَمَتْ هِمَمٌ تُرجى لمُغتنِمِ

أنتَ الذي فاقَ أدم في كلامِهِ

وخيرُ مَن سارَ فوقَ الأرضِ مِن أدَمِ

جاءَتكَ أنوارُ ربي لا تَكادُ تُرى

إلّا لِمُبصِرِ قلب صادقِ الذِّمَمِ

أوحى الإلهُ إليكَ الوحيَ فانتشرتْ

أسرارُهُ في رؤى تُروى وتُحتَرَمِ

يا رحمةَ الله في الأكوانِ مُرسَلَة

يا خيرَ مَن سَاسَ بالإحسانِ والكرمِ

سَما جَمالُكَ حتّى خافَك الوَرَقُ

وغارَ طَرفُ الدُّجى مِن نُورِك العَمِمِ

ما طافَ طائفُ خيرٍ في البريَّةِ إلّا

وكنتَ مَبدَأَهُ والمَنشأَ العَلَمِ

مُحمَّدٌ صادقٌ، أمينُ خَلقِ اللهِ،

ما زالَ حُكمُكَ فَوقَ الحُكمِ والنُظُّمِ

ذَكرتَهُ الأنبياءُ السالفونَ، فكم

بَشَّرَتِ التورَاةُ والإنجيل والعجمِ

كم ليلةٍ في حِمى الغارِ اختفى وبهِ

مُلِئَ المكانُ دُعاء يعتلي القمم

نادتْ قُرَيشٌ: أفيهِ السحرُ؟ قالَ لهمْ

قد كانَ في فِعلِهِ التبيانُ والعِظَمِ

فجَّرْتَ نورَك في أرضٍ جفا نبضُها

فأزهَرَ الرملُ بالإيمانِ والرَّحِمِ

أَسرى بِكَ اللهُ في ليلةِ مبارَكة

وما سرَتْ قَبلَكَ الأرواحُ في الحُلُمِ

قُمْ للصلاةِ فإنَّ الليلَ مبتسمٌ

لما أتيتَ ومِنكَ النورُ  يَتسِمِ

صلَّى الملائكةُ الأبرارُ خلفَكَ في

جمع كريم كَنجم لاحَ في الظُّلَمِ

أعطاكَ ربُّكَ ما لم يُعطِهُ أَحَداً

ولا يُقاسُ نبيٌّ مِنكَ بالقَلَمِ

يا منْ أتيتَ رحيما  بدعوتِكَ

ما بينَ حزمِ وعفوِ دونَما نَدَمِ

لو أبصرتكَ عيونُ القومِ ما رمقوا

وثنا ولا عبدوا الأصنامَ والهدَمِ

أطعتَ ربَّكَ والأملاكُ في وجل

والقلبُ ممتلئٌ بالعزم والهِمَمِ

بلغتَ سابعَ سَماءِ ثمَّ فُضِّلتَ في

مقامِ  لم ينَلْهُ الرُّسلُ مَن قدَمِ

أوصاكَ ربُّكَ بالصبرِ الجميلِ وبِـ

أن لا تَميلَ لِغيرِ الحَقِّ والعِصَمِ

يا قائداً ما لَهُ في الخَلقِ من شَبَهِ

ولا يُوازى بمخلوقٍ مِنَ العَدَمِ

ذكرتَنا بِالذي في اللهِ نَخشاهُ

فصِرتَ تبلغَ ما يُتلى على الأُمَمِ

لو كانَ قولُكَ شِعرا قيلَ: ما نزلت

آياتُهُ مِنكَ بل مِن خالقِ القِيمِ

هديتَنا بعدما كُنّا بموثقة

من الجهالةِ والجهّالِ والهُرُمِ

صلّى عليك اللهُ ما هبَّت نسائمُهُ

على مقامِكَ يا تاجَ الورى وسَمِ

صلُّوا على  المختارِ في شرف

من زانهُ اللهُ بالتبجيلِ والحِكَمِ

ما هبَّ ريحُ الصَّبا في روضةٍ عطِرَتْ

إلا وصَلُّوا عليهِ الطيبَ بالكَلِمِ

صلّى عليكَ إلهُ العرشِ ما طلعتْ

شمسُ الصباحِ، وما ناحتْ على إرمِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

219

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة