عدد الابيات : 16
من ليلِ خوفي و من ظلماء أخيُلَتي
أراكِ نجماً هوى من بعض أفلاكِ
من نبرةٍ الشوق كم ترتجُّ حشرجةٌ
و دمعةٌ نَزَفَت شوقاً لمرآكِ
أمشي وحيداً كفيفاً أرتجي قَبساً
من نور عينيكِ آهٍ يالعيناكِ
تأذّن الفجر من نور انبلاجهما
و استقبل القلبَ نبضٌ منكِ ناجاكِ
فكبَّر الشعر في الأحشاء فانبثقت
آياتُ عشقٍ تسامت من حناياكِ
ما قلتُ “يا ربُّ إلا صرتِ لي لغةً
أبوح منها و في العينين معناكِ
وسارَ صوتيَ في الأنفاسِ من ولهٍ
حتى غدوتُ دعاءً فيهِ ألقاكِ
هاتي يديكِ، فقد ضيّعتُ مسبحتي
أُسبّحُ اللهَ ألفًا، كيفَ سوّاكِ
كلّ الجمالِ إذا مرّ الزمانُ بهِ
يفنى، و يبقى ارتواءٌ من مُحيَّاكِ
يا آيةً سُطّرتْ في لوحِ ذاكرتي
يا بسمةً أشرقت منها ثناياكِ
فمن أنا الآن؟ إلا ظلّ ذاكرةٍ
تجري، و تسرق من كفي هداياكِ
أنا الذي مسّهُ عشقٌ تملَكَّهُ
تحتلُّه النفحة الأولى للقياكِ
كم كنتُ أهربُ منّي، كلّما اقتربتْ
ذِكرى، وأنتِ التي قد كنت ألقاكِ
قد كنت أذكر صمت الليل فانفتحت
أبواب سِرٍّ تَبَدَّت حين ذكراكِ
لمّا بكيتُ، وجدتُ النبض مرتجفاً
“ما كنتَ أعرف طعم الشوق لولاكِ”
35
قصيدة