كنت نائمًا، ثم ذهبتُ إلى عالم الأحلام، ثم وجدتُ نفسي في مكانٍ غريب، حيث كان الناس ينتظرون بخوفٍ شديد، ينظرون إلى بابٍ تنبعث منه صرخات الألم في عذابٍ شديد.
نظرتُ حولي، كانت هناك فتياتٌ جميلاتٌ كثيراتٌ ينتظرن دورهنّ للدخول من ذلك الباب. وقفتُ أنتظر دوري، ثم جاءت فتاةٌ في غاية الجمال والجاذبية. لم أرَ جمالًا كجمالها في حياتي. ثم نظرت إليّ وقالت لي بصوتٍ خافتٍ ممزوجٍ بالخوف والحزن: "حان دورنا معًا؛ سندخل أنا وهي معًا من ذلك الباب لنتعذب معًا".
كنت مذهولا بجمالها. نظرتُ إليها مبتسمًا شارد الذهن، قائلًا في نفسي بسعادةٍ ممزوجةٍ بالخوف: "أنا وهي معًا". وبدأتُ أفكر في صمت: "أيهما أصعب، أن أتعذب أم أن أراها تتعذب؟" أحبها قلبي لجمالها ولطفها، وكل ما أردته هو أن أعانقها وأقبّلها وأقول لها: "أحبك". يبدو أن حظي في الجحيم أفضل بكثير من حظي السيء للغاية في الدنيا. شعرت بالسعادة لأني سأكون معها؛ ستكون الجحيم معها جنتي.
ثم سمعت صوتًا غاضبًا من السماء يقول لي: "لقد حدث خطأ، مكانك ليس هنا. لم يحن دورك بعد. لا يزال لديك فرصة ألا تأتي إلى هذا العذاب الأبدي". قلت له بحزن شديد: "ماذا عنها؟" قال لي: "مكانها هنا". قلت له: "اتركني هنا؛ أريد البقاء معها. أحبها وأشعر بسعادة غامرة لأنها معي". قال لي بغضب شديد: "لقد تركت الجنة من أجلها، والآن تريد أن تتعذب في الجحيم لأنك تحبها وتريد أن تكون معها. تذكر أن السعادة الحقيقية هي وجودك في الجنة، بعيدًا عن عذاب الجحيم".
ثم استيقظت. نظرتُ حولي فوجدتُ نفسي وحيدًا في حياةٍ باردةٍ حزينةٍ من الوحدة. صرختُ كثيرًا، طالبًا من الصوت أن يعيدني إليها، لكن الصوت اختفى ولم يُجب. حاولتُ النوم، لعلّي أعود إليها، لكنني لم أستطع. بكيت كثيرًا، لكن لا جدوى من البكاء.
ثم، وحدي، واصلتُ حياتي البائسة، حزينًا جدًا، أفكر فيها دائمًا، فيمن هي أجمل أحلامي التي لن تتحقق، للأسف الشديد، متسائلًا دائمًا: "لماذا هي أم الجنة؟"