أيها الوعود مالكِ ثكلى

أرهقتكِ الرعود ما زلتِ حبلى

أيها الوعود هل طيف حلمي 

يلثم الخد قبلةً حين ولّى

مالكِ اليوم عجْمةً لم تبوحي 

مثل يوم اللقى هل صرتِ عقلا

مالكِ اليوم في سباتٍ عميقٍ

كنتِ بالأمس شعلةً كان أولى

كنتِ بالأمس شمعةً في الدياجي 

ضاءتِ الساح كنتِ للعين أجلى

كنتِ درباً وكان قولكِ فجراً

حلمه النور إذا ما الليل أفلا

قلتُ صادقتُ في البريّة نجماً

يهتدي الرّكب من ضياه المعلّا 

قلتُ عُوّضتُ باتحاد المفدّى

عن معالٍ فدربيَ اليوم أعلى

قلتُ بُدّلتُ عن ترابيَ تبراً

لمعهُ الآن! فجأةً صار أبلى

هذه كلها توهّم عفوٍ

لا تصدّق لبهرجات المعلّا 

تطلق القول لا تبالي بما قد

يجرح الدرب حقّقن ما تُملّى

اجعل الحق دائماً في الأعالي 

حوّل الصعب في رياضك سهلا

كل صعبٍ إذا النفوس تعالت 

مثل حبلٍ يروم للبين وصلا

ما هدأنا من ساعة الجمع لكن

قلت يا نفس! قالتِ العزّ أملى

قالتِ العيش في الكرامة يحيا

نحسوَ التُّربَ يا صغاري وبصْلا

ندرك العزَّ من أنينٍ بداري

كيف بالقوت؟عندها رمتُ عزلا 

رازق النمل من جحور الأفاعي

هل سينساك ألف كلّا وكلّا

واهب العبد من جزيل العطايا

ما ينوء الحساب للعدّ فصْلا

فاطلبنْ كل الحوائج منهُ

أكْثرِ الطّرقَ فما أدراك تُولى

أنزفِ الدّمعَ وقل يا ربِّ إنّي

تائه الدّرب حلمنا صار ملّا 

٢٠٢٤/٨/٢٠