لا خل يمسح دمعتي ويداري 

يومي وليلي بكرتي ونهاري

أمسيت مثل الجدي يوم فطامهِ

يصبو لضرعٍ ساعة الإقتار

هل يا ترى صنوي تقاسم ما جرى

من هجرنا أضحى كما الإعصار 

الله أعلم ما جرى في دربنا

هل ذنبيَ العاتي يقدّ دثاري 

أم وضعيَ المجرور يخفض سعرنا

لا بالريال نفذت من دولار 

أم واشياً زرع الكراهة بيننا

كنت الضياء لمجلسي ودياري

  إن يعتبوك على الوصال فقل لهم

ماذا أتى منه من الأخطارِ

مسكين يندب حظّهُ بوريقةٍ

فيها الهموم مقسّم الأشعارِ

مسكين يخلط ليلهُ بنهارهِ

هذا أنا المحتار في قيثاري 

يا ربّ عجّلْ بالصباح فإنني

أحيا بليلٍ طيلة الأعمارِ

يا ربّ والأكوان ترسل نورها 

أرسل ضياء للفتى المختارِ

اجعله في عيشٍ هنيئٍ ماكنٍ

صفِّ الهموم إذا بدتْ بنهارِ

بارك له كل المسافات التي

بيني وبينك صفوة الأخيارِ

جنّبهُ من كيدٍ وحقدٍ حاسدٍ

بلّغْ به دين الفتى الأنصارِ

اجعله من حفّاظ قولك متقناً

بين المحاربِ خيرة العُمّارٍ

يا رب صبرك لا تخلني قانطا

أرجوك ثبّت عزتي وقراري

يا رب فالأمواج تخدش حظّنا

موجٌ يهدّ منارة الأسرارِ 

والبعض يأتي بالبشائر جملةً

حطّ الحمولة في يد الجبّارِ 

نخْ عندهُ حتى يرومك تائباً

لا تلتفتْ شمّر مع الأبرارِ 

لا تعجزنْ ما إن وصلتَ فلا تكنْ

عبداً لدنيا الدّونِ كالأشرارِ

يا رب بُعدي قد أشاح وذلّني 

قرّبْ خُطايَ ومُدّني بيَسَارِ

قرّبْ نوايَ فإن قُرْبكَ عزةٌ

اجعلْ لقائي ساعةَ الأسحارِ

يا رب بابك فاجْعَلَنْهُ فاتحاً

مثلي الذّنوب تموضعتْ بشعاري

كيف الخلاص وربقتي مملوءةٌ

مما جنى عجزي وموت دراري

يا رب فضلك والحياة بعزّةٍ

هذي منايَ حبيسة الإعسارِ

٢٠٢٤/٨/٢٦