أفْتِك بوقعِكَ ما بالقلبِ قد فتكا

واستندِبِ البوْنَ إنَّ البوْنَ فتْفتكا

وٱرعَ القوافي ببطنِ الحوتِ أدعيةً

وسبّحِ اللهَ وسطَ النارِ يحرُسُكا

واقذِف عصاكَ عِصيُّ السّحرِ زائفةٌ

من غيرِما رهْبةٍ إن جارَ ساحِرُكا

أيّوبُ يدعو زوالَ الضُّرِّ عن سقمٍ

فاعزِم زوالًا لهيبُ الوجدِ أحرقكا

أضمرتَ في النفسِ ما بالقلبِ من وصبٍ

حرّر يراعكَ إنّ الصمتَ كبَّلَكا! 

من دعوةِ الفجرِ يسمو الحرفُ منعرِجًا

نجمٌ يضاهي سماءَ الصّبحِ مُنسَمِكا

جُلُّ القوافي'ببطنِ الحوتِ' قد حضرت 

إلا خيالُكَ حرفٌ ماتَ في فمِكا! 

يا نبرةَ الوزنِ في ألحانِ قافيةٍ

مَن لي بلحنٍ كلحنِ منكَ مُنسفِكا! 

يا همسةَ النايِ طيفٌ منكَ يُبهجني

يا طلعةَ الفجرِ علِّي الفجرَ أُبصِرُكا 

إن زارَ منكَ خيالٌ يُشفِ خاطرتي

والإنسُ يُصبِحُ في أوهامِهِ مَلَكا

والصّدرُ يعزِفُ من أوتارهِ طربًا 

والقلبُ يسكبُ ما أجدى وما مَسَكا

والفجرُ يبعثُ في أطيافهِ أملًا

والشمسُ تحجبُ من أنوارِها الضّنَكا

والخمرُ يُغري بدائي كلَّ منغصةٍ! 

ورُبَّ داءٍ يقيلُ الداءَ إن هتكا

مُذ طلعةُ الحُبِّ خانَ الحُبَّ مُنعَرَجٌ

فٱستسلكَ البوْنَ غيرَ البونِ ما سلكا

وقْعُ القريضِ بوقعِ النفسِ مُكتَوِيٌ

والنفسُ تحلو بوقْعٍ يكتوي مَعكا!