الديوان » نوح علي ذعوان » صحوة الإرادة

نُعاني الصمتَ، والأحزانَ، والغُصصَا
ولكنَّا
نُجابهكمْ
بشمسٍ في المدى زهرَتْ
بأكبادٍ
شربْنَ الصبرَ والجلَدَا
 
أتدري يا مَنِ استبْدَدْتَ؟
بأنَّ الأرضَ، إنْ مرضَتْ
تُداوي جُرحَها وتفيقُ
تدحرُ سطوتَك الغِرَّهْ
وتبعثُ في الربى وعدَا
 
وإنَّ الطفلَ، إن نُحِرَتْ
براءتُهُ
ففي عينيهِ
تولدُ أمةٌ أُخرى
تشقُّ الليلَ إن كبُرا
فتغدو في الدُّنا سَدَّا
 
وإنَّ الضفْرَ، إن جفَّتْ
خُيوطهُ، فذاك دماً
سيزهرُ في خُطا الشهداء
نبضاً نابضاً جمْرا
ويكسرُ عارَكمْ غَدَا
 
لنا أقصى، لنا أملٌ
لنا في القدسِ ميعادٌ
ولا نرتدُّ عن حَقٍّ
ولو نادى بنا الباغي
ولو عاثتْ يدُ الطغيانْ
فسادَا
 
فمنْ أنتمْ؟
عبيدُ الوهْمِ
أرخصْتمْ
رجولتكمْ، وماءَ الحُرِّ
فاحتقروا مَدَادَا
 
تباكَيْتُم على القُرآنِ
في رمضانَ
لكنْ
ما عرفْتُم فيهِ
إلا ختمَ أوراقٍ
وبينَ يديْ نفاقِ العيدِ
ما قدَّمتمُ إلا
مزيدَ الذلِّ، والإفسادَا
 
وفيكمْ منْ يفاخرُنا
بصومٍ من ورقْ
وبثوبِ الزهدِ ما خَفِيَتْ
خُطاهُ إذا مشى كذِبَا
وفي أفعالهِ فسقَا
وفي أقوالهِ زُوراً
وإسرافاً، وعُهَّادَا
 
أما نحنُ الذينَ حملْنَ
في الكُفِّ الحصى ناراً
وفي الأرواحِ إعصاراً
وفي الأنفاسِ إعْلَانا
بأنَّ الأرضَ لا تُشرى
ولا تُهدى لمن خانَا
ولا تُنسى
إذا صارتْ
دماءُ الصدقِ ميعَادَا
 
فمنْ خانوا، سيحكمُهمْ
تاريخٌ لهُ شُهَداءْ
ويكتبُ طفلُنا الثائرْ
بكلِّ الجُرحِ
"لا أنسى"
وتُبعثُ في الخطى قَصَصَا
 
لأنَّ اللهَ وعدَ الحقْ
ولأنَّ الشمسَ لا تُخدعْ
ولأنَّ الحُرَّ إن نادى
فكلُّ الكونِ يستمعُ
ولو كلُّ الدُّنا باعَتْ
فنحنُ الحقَّ لا نَخدعْ
ولا نركعْ
لغيرِ اللهِ
ما كنَّا
ولا كنَّا
سوى أبناءِ
هذي الأرضِ
وأحفادا 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

226

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة