الديوان » ماهر باكير دلاش » بناتي… مجدي الذي لا يغيب

بصوت :

 

تَقولُ ابنتي: إنْ مضَيْتَ لِمَجدِ

وَحيدًا، فَصوتُ الدَّهْرِ يَبقى واعِيَا

 

دَعي الرِّقَّةَ المَلهوفةَ، العِزُّ خُلَّةٌ

توارَثَهُ الآباءُ مَجدًا بادِيَا

 

سَأرفَعُ راياتِ المَعالي مُبجَّلًا

وَتَزهُو بَناتي بِالفَخارِ دوانِيَا

 

نَشَأنَ على العَلياءِ مَجدًا مُؤصَّلًا

وَفِيهِنَّ نورٌ قَدْ غَدَا مُتَلالِيَا

 

إذا قِيلَ: مَنْ تِلكَ اللواتي تَرَفَّعنَ؟

قُلتُ: بَناتُ المَجدِ، خَيرُ سَواعِيَا

 

فَلا خَوفَ إنْ غِبتُ، فالعِزُّ زادُهُنْ

وَعَزمُهُنَّ يَسري طَريقًا سَنامِيَا

 

فَإنْ غِبتُ، ظَلَّت عِزَّتي في وُجوهِهِنْ

كَبَدرٍ تَجَلَّى في الدُّجى مُتَهاوِيَا

 

وَإنْ مَسَّهُنَّ الدَّهرُ كَربًا بِعَثرةٍ

ثَبَتنَ، وَعُدنَ لِلمَعالي مُنادِيَا

 

أَحبَبْتُهُنَّ الطُّهرَ زادًا وَعِفَّةً

وَفِيهِنَّ نَبضٌ لِلعُلا مُوالِيَا

 

لَهُنَّ منَ الفُصحى البَيانُ، وَمِنْ أَبٍ

تَراثٌ سَمَا في العِزِّ مَجدًا خَوالِيَا

 

فَيا بِنْتَ قَلبي، لا تَخافي صُروفَهُ

فَإِنِّي جَعَلتُ العِزَّ فيكُنَّ غالِيَا

 

سَأَـمْضي، وَفي صَدري يَقينٌ بِأنَّكُنْ

سَتَحمِلْنَ عَنِّي المَجدَ دَربًا مُواتِيَا

 

وَإنْ طَالَ بي سَفرٌ، فذِكرايَ تَبقَى

يُرَتِّلُها النَّجمُ البَعيدُ مُناجِيَا

 

فَكُنَّ كما أَوصَيْتُ، دَربُ العُلا لَكُنْ

وَلا تَترُكنَ لِلاستِكانةِ دواعِيَا

 

سَتَكبُرُ أَحلامي بِكُنَّ، فَإِنَّني

رَأيتُكُنَّ النُّورَ دَربًا وَهادِيَا

 

وَما المَجدُ إِلَّا ما تَصنَعُ أَيدِيكُنْ

وَما العِزُّ إِلَّا أَنْ تَكُنَّ الأوالِيَا

 

فَإنْ غِبتُ، فاذكُرنِي بِكُلِّ مُحبَّةٍ

وَسِرنَ على نَهجِ الكِرامِ عَوالِيَا

 

أَنا مَن غَرَستُ النُّورَ فيكُنَّ شُعلَةً

وَفيكُنَّ أَحيَيتُ الرَّجاءَ عَلَانِيَا

 

فَإنْ سَأَلوا: مَن كانَ يَنشُدُ مَجدَهُ؟

فَقُلنَ: أَبٌ نَحيا بِهِ مُتَعالِيَا

 

يَرى المَجدَ في عُيونِ بَناتِهِ كَرَمًا

وَيَنسِجُ مِن عَزمِ السِّنينِ أمانِيَا

 

عَلَوْنا بِهِ حَتّى غَدَوْنا كَواكِبًا

تُضِيءُ دُجى الأَيّامِ نُورًا سَمائِيَا

 

سَنَحفَظُ عَهدَ العِزِّ في كُلِّ مَوطِنٍ

وَنُبقِي سَناهُ خالِدًا رَاضِيَا

 

فَسِرْ مُطمَئنَّ القَلبِ، إِنِّي بِعَزمِنا

أَرى في غَدٍ مَجدًا لَنا لَيسَ فَانِيَا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ماهر باكير دلاش

ماهر باكير دلاش

89

قصيدة

اكتب الشعر ولي كتاب الموروث التاريخي..

المزيد عن ماهر باكير دلاش

أضف شرح او معلومة