صـقرُ و يا رمزَ الشموخِ والمثل

في الجوِّ تعلو في اعتزازٍ لا خَجَلْ

تعلو وتغدو في العُلا متفرِّدا

ملكَ السماءِ، ومَن يُجاريك انخذلْ

عينُ المهابةِ فيك تُرهبُ من رَأى

نظراتِك الحادّةَ، والقلبُ انشغلْ

صقرُ المكارمِ، كم سَمَوتَ بمجدِنا

سِمتَ السحابَ وبالكرامة ، متصلْ

لا يعرفُ الإذلالَ يومَ كرامة

يبقى عزيزَ النفسِ، حيا أو رحلْ

رمزُ الأصالةِ في الكفاحِ وفي الذُّرا

تروي البطولاتِ العظامَ لمن سألْ

فيك الطلوعُ إلى المعالي شيمةٌ

والصبرُ فيكَ على الصعابِ لم تزلْ

منكَ الشهامةُ والعزيمةُ والوفا

يا صقرُ يا مَن في الأعالي قد نزلْ

يا صقرُ كم لك من فروعٍ إن تُرِدْ

لك في المدى سُلالـةٌ تعلى تُجلْ

"الحرُّ" أنت، وأنتَ تاجُ صقورِنا

بِجَمالِكَ الآسِرِ الفطريِّ اكتمَلْ

فيكَ "الجبليُّ" الشجاعُ بجأشِهِ

يهوى العُلا، وبسِرْعَةِ البرقِ ارتحلْ

و"الشاهِنِيُّ" النبيلُ بِعِزِّهِ

حادُّ البصيرةِ لا يُضاهى أو يُمَلْ

و"الوكريُّ" الخفيفُ بطيْرِهِ

كالرمحِ يخترق القلوب إذا وصلْ

و"البَازُ" ذو الكفِّ القويِّ، وإنْ غدا

صارَ المنيّةَ للفرائسِ، لا جَدَلْ

و"الحرُّ أسودُهُ" مهابةُ طائرِ

في صمتِهِ يُخفِي العواصفَ والزللْ

و"الحرُّ أبيضُهُ" كأنَّ سُطورَهُ

نورُ الصباحِ بوجهِ فارسِهِ اكتحَلْ

كلُّ السلالاتِ التي قد سُطِّرَتْ

فيها الأصالةُ، والفراسةُ، والعملْ

يا صقرُ يا فخرَ النسورِ جميعِها

لك في السماءِ شموخُ سيّدِها أجَلْ