عدد الابيات : 27
َلَقَدْ ذَكَرْتُ الْأَهْلَ بَعْدَ تَفَرُّقَا
وَكَأَنَّ فِرَاقَ الْحَيِّ بِهِمْ قَدْ حَانَا
وَدِدْتُ تَقْبِيلَ رُؤُوسِهِمْ لَعَلَّنِي
أَغْفُو عَلَى صَوْتِ الشَّوْقِ وَالْأَشْجَانَا
يَا فَجْرُ هَلَّا خَبِّرْتَهُمْ عَنْ مِحْنَتِي
فِي هَجْرِهِمْ وَمَا لَقِيتُ مِنْ فُقْدَانَا
أَمْثَالُهُمْ يَهْجُرْ؟وتطلب فرُقَتّيِ
أَوْ هَكَذَا بَخَسُوا بِنَا الْأَثْمَانَا؟
حَتَّى الطُّيُورُ الْمُهَاجِرَاتُ سَأَلْتُهُمْ
عَنْ حَالِكُمْ لَعَلَّهُمْ يَلْقُوكُمُ أَحْيَانَا
وَالْغَيْمُ السَّارِيَاتِ قَدْ أَخْبَرْتُهَا
تَهْطُلْ عَلَى أَرْضٍ بِهِمْ سُكَّانَا
وَلَقَدْ زَرَعْتُكُمُ بَيْنَ حَنَايَا أَضْلُعَا
وَخَفَيْتُ لَهِيبَ الشَّوْقِ وَالْأَحْزَانَا
وَسَهِرْتُ أَطْوِي لَهْفَتِي فِي غُرْفَتًا
كَتَّبْتُ حِكَايَتِي وَأَسْمَاءً عَلَى الْجُدْرَانَا
وَغَزَلْتُ بِخُيُوطِ الْحَرِيرِ مَشَاعِرًا
وَكَأَنَّهَا قَوْلًا شَجِيًّا يُوصِفُ الْأَوْطَانَا
وَقَدْ نَثَرْتُمْ مَا غَزَلْتُ وَأَصَابَهُ الْبُهْتَان
وَيَالَيْتَ مَنْ أَغْنَاكُمْ عَنَّا قَدْ أَغْنَانَا
وَإِنْ لَمْ تَتَنَكَّرُوا مَا قَدْ قَدَّمَتْ يَدَانَا
وَلَقَدْ ضَمَمْتُكُمْ فِي مُقْلَتِي وَالْأَجْفَانَا
وَضَعْتُكُمْ فِي سَجْدَتِي طَوْعًا إِلَى الرَّحْمَان
وَنَكَّسْتُ كُلَّ مُغَامِرٍ يَحْنُو لَنَا أَحْيَانَا
وَلَقَدْ تَمَلَّكْتُنَا فُوَادِي مَعَ الْأَرْكَانَا
وَضَعْتُ لَكُمْ عَرْشًا، وَحَاشِيَهْ مَعَ الرَّهْطَانَا
وَلَمْ تَسْتَوْفُوا الْمَعْرُوفَ وَلَا الْإِحْسَانَا
وَزَرَعْتُ لَكِنْ فِي الْقَلْبِ وَرْدًا مَعَ الرَّيْحَانَا
وَأَشْجَارَ الرَّبِيعِ نَثَرْتُهَا، وَالْيَاقُوتَ وَالْمَرْجَانَا
وَقُصُورَكُمْ أَطْلَالُهَا بَاقِي عَلَى الْوُدْيَانَا
تُخْبِرُ مَنْ مَرُّوا بِهَا عَرَبًا وَمِنْ عُجْمَانَا
بِأَنَّ الْقَلْبَ نَهْرًا يَرْوِي مَنْ كَانَ بِنَا طَمْآنَا
وَقَدْ شَرِبْنَا مِنْ عَذْبِهِ وَطُوبَى لِمَنْ أَسْقَانَا
لَمْ تَبْرَحْ يَوْمًا آمَالُنَا وَلَمْ نَعْزِفْ عَنِ النِّسْيَانَا
إِنَّ الْكَرِيمَ إِذَا مَا وَهَبَ بِجَزْلِهِ أَسْخَانَا
وَإِنَّ الْحَلِيمَ إِذَا مَا صَبَرَ، مَنْ لِلْمَحَبَّةِ هَانَا
5
قصيدة