خَيالٌ مَرَّ فِي العَيْنِ اِخْتِيالا

خُطَى أَقْدامِهِ نَثَرَتْ دَلالا

رَمَيْتُ الكُتْبَ .. وَاسْتَتْبَعْتُ طَيْفاً

يَشِعُّ فِي دُجَى طَرْفِي جَمالا

أُلاحِقُهُ فَيَلْتَفِتُ إِلَيَّ

أَضَعْتَ مِنْ ضُحَى وَجْهِي السُؤالَ ؟!

سَخِرْتُ ضاحِكاً .. أَخْطَأْتِ ظَنّاً

فَهٰذا القَلْبُ لا يَشْكُو الثِّقالَ

أَجالَتْ طَرْفَها فِيَّ فَأَبْدَتْ

جَمالاً شَعَّ فِي عَيْنِي جَلالا

وَقالَتْ: رَجْفَةُ الأَقْدامِ تُبْدِي

لَنا حالاً .. فَما أَرْضَى مَقالا

قَبَضْتُ كَفَّها .. لا تَفْضَحِينِي

فَإِنِّي قَدْ تَقَدَّمْتُ الرِجالَ

أُقاتِلُهُمْ شُجاعاً لا أُبالِي

وَفِي عَيْنَيْكِ أُنْسِيتُ القِتالَ

أُمَيَّةُ عِشْقِهِمْ ؛ إِنْ يُبْرِزُوهُ

جَعَلْتُ القَلْبَ مِنْ حُبٍّ بِلالا

أُكَتِّمُ ما أُلاقِي غَيْرَ أَنِّي

كَفَفْتُ الدَّمْعَ مِنْ شَوْقٍ .. وَسالَ

ضَرَمْتِ نارَ حُبٍّ فِي فُؤادِي

فَإِنْ غِبْتِ تَوَقَّدْتُ اشْتِعالا

وَإِنْ طالَ الفِراقُ فَعَنْ قَرِيبٍ

عَلَى أَرْضِ اللِّقا نَضَعُ الرِحالَ

تَجَرَّعْتُ المَحَبَّةَ لِلرَّواءِ

فَما زادَ الهَوَى إِلَّا خَبالا

فَحَسْبِي أَنْ أَكُونَ شَهِيدَ حُبٍّ

سَأَشْرَبُ يَوْمَ مَحْشَرِنا الزُلالَ

وَحَسْبِي أَنَّنِي مَجْنُونُ غادَةْ

فَلا تَكْلِيفَ إِنْ رُمْتُمْ جِدالا