الديوان » أحمد جنيدو » لماذا الشامُ

عدد الابيات : 26

طباعة

يجِنُّ  ليلُكِ،   في   عينيكِ   شـــهوتُهُ.

فراقداً     ســترُدُّ    العتمَ     خَطوتُهُ.

ظنِّي بكِ  الآنَ   أنْ   تأتي   برائحةٍ،

لـشــاعرٍ   تنثرُ    الأفكارَ     قَهوتًهُ.

يعربدُ الحبرُ في  الأرباضِ  منتـشـياً،

خمرُ الحروفِ، تُثيبُ  الرُّوحَ  لَغوتُهُ.

صُبِّي لماكِ  يطيرُ  القلبُ  منْ قفصٍ،

وتُـشـعلُ الصَّدرَ بالإحـسـاسِ  جَذوتُهُ.

كمْ حدَّقَ الصَّمتُ  كي يَنعي  مخاوفَهُ

فاتتْ   محلِّـقةً    في  العينِ   حُلوتُهُ.

مِنَ  احتشامِ    نهارٍ    خانَ    ليلَتَهُ،

تُقلِّمُ   النَّارَ   في    الأجفانِ   نَـزوتُهُ.

قامتْ،  تميلُ على  أنقاضِ  ضحكتِهِ،

صحى الكئيبُ، بنارِ السَّـطرِ نَـشـوتُهُ.

يَقِضُّ في سكرةِ  الفوضى مضاجعَها

سحرُ الكلامِ تضيفُ الشَّـوقَ قَـسـوتُهُ.

مَنْ  ذا  يُداهمُ  ليثاً   في   مضاربِهِ،

صاحتْ بهِ باعتراضِ الصَّمتِ خِلوتُهُ

على    مذاهبِهِ   التِّـســعينَ   يلثمُها،

كمْ  أُرهقتْ   بعناقِ الوهمِ    كبوتُهُ.

فلا  صهيلَ   زفيرٍ  عادَ   منتعـشـاً،

لتُلقمَ    الماءَ   بالهالاتِ    حَصوتُهُ.

يدورُ  في  كنَفِ  الإيحاءِ  منكـسـراً،

وتُعلنُ   النَّصرَ   بالأنقاضِ   دورتُهُ.

قدْ كانَ في خطِّهِ المكبوتِ  منْ أسـدٍ،

خانتْ  مشـاعرَها في  الضَّـمِّ  لبوتُهُ.

قدْ فكَّ عندَ  خيوطِ  الشَّـمـسِ  فاتحةً،

وصانتِ  المرتجى  بالحجبِ عُروتُهُ.

فالـشَّـامُ تمـشــي  على  أهدابِهِ غزلاً،

هو  الدِّمـشـقيُّ   و المـشَّـاءُ  عُزوتُهُ.

على  يديكِ الصَّدى  غنَّتْ  حجارتُهُ،

لمنْ   تُعطِّرُ   بالحاراتِ نـسـوتُهُ.؟!

والياســمينُ  فراتُ   اللهِ  في  عبَقٍ،

والفلُّ  فوقَ  عيونِ   الرَّأمِ   ربوتُهُ.

يا كوثرَ الأرضِ  والأرحـامُ  منبعُهُ،

لا  لمْ  تكنْ   بعقوقِ  القلبِ  فجوتُهُ.

صارَ  الحنينُ   إلهاً   كيفَ  نعبدُهُ؟!

إنْ أرغمتْ وجعَ  الإنـسـانِ  ثورتُهُ.

لا فرصةً بمخاضِ  الموتِ  نتركُها،

و تلهِمُ   الموتَ  بالإصـرارِ  نَعوتُهُ.

ما  بينَ   أحلامِهِ   طفلٌ    يهدهـدُهُ،

و الـشَّـامُ  أمٌّ،  حليبُ  الأمِّ   ثروتُهُ.

خذي   رياحَكِ   عنِّي   يا  ملـوَّنـةً،

أنا   الـشَّـآميُّ   و التَّاريخُ  صَهوتُهُ.

أعبُّ   قَعرَ   جراحي   ماءَ  أغنيةٍ،

وتبدأُ  العزفَ   بالأوتادِ   سَــطوتُهُ.

ما  أطيبَ  اللينَ  إنْ  رُدَّتْ  مآربُهُ،

إلَّا  فإنَّ  سُـــيوفَ   الحقِّ  غَزوتُهُ.

يا  شــامُ  يا  قدراً   نحتاجُ   رأفتَهُ،

أغلى الدِّماءِ انصهارُ الحبِّ صَفوتُهُ.

4/5/2025

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد جنيدو

أحمد جنيدو

12

قصيدة

شاعر سوري له اثنتا عشرة ديوان مطبوع بين شعر الخليلي العامودي وشعر التفعيلة

المزيد عن أحمد جنيدو

أضف شرح او معلومة