هَواكِ يا يمنُ الأحرارِ ما خمدا

قلبي عليكِ كجمرٍ في الحشا اتّقدا

من حضرموت إلى صنعاء شامخة

وفي رُباه جلالٌ قد سَمَا أبدا

يا روضةً نسجَ الإيمانُ طيَّبَها

فسار مسكُ الهدى في أرضِكِ مددا

أهديكِ من خَلَجاتِ الروحِ أصدقَها

"ومن رجاءٍ على الرحمنِ معتمدا"

أرضُ الكرامِ، وأرضُ السيفِ إن وعدت

لبَّتْ، فما خالفتْ عهدا ولا وعدا

في كلِّ درب من التاريخِ مفخرةٌ

سارت إليكِ وجيشُ الحقِ قد حشدا

تاريخُك المجدُ من مأربٍ ابتدأَت

فكان منها صدى التاريخِ قد شهدا

فيكِ السكينةُ في الأقوامِ إن رحلوا

وفيكِ جمرُ الكفاحِ الحرِّ قد صعدا

كم من شهيدٍ بأرضِ العزِّ منسَكَهٌ

كأنّ في تربِهِ الإيمانَ قد وُلدا

كأنّ أنفاسَ سبأِ حين تسكنني

تزيد عزمي، وتُبقي في دمي رَفَدا

يا سُمرتي يا هوا قلبي ويا أملـي

ويا نشيدَ الهُدى، والمجدَ والرشدا

فديتُ أرضا إذا ما الظلمُ كبّلها

ثارت على القيدِ لا ترضى به أبدا

أمدُّ كفّيَ وفي عينيّ شمسُ ضُحى

أسألُ إلهَ السّما رزقا طيّبا رغَدا

يا قبلةَ المجدِ، يا أمّ الحضارةِ بل

يا من نقشتِ على الأيامِ ما خُلّدا

حبُّ اليمنْ نبض قلبي، ما حييتُ لهُ

وإن قسا الدهرُ أو ألهاكِ من أحدا

وطنُ السُّيوفِ ومهدُ المجدِ يا يَمَنا

تبقي العزيزَة وإن جاروا عليك سدا

ما زلتَ في القلبِ نبضَ العزّ نحملهُ

نورا يُضيءُ الدجى إن أظلم الأمدا