الديوان » نوح علي ذعوان » رفيق الرماد

عدد الابيات : 16

طباعة

مات الهوى لمّا تنكّرت الرُؤى

وغدتْ ملامحها كطيف تائها

فمضت كأنّ الحلمَ كانَ محالةً

وأنا الذي ما زلتُ أرجو بابَـهـا

أمشي إليها كلّما ضلَّ الدُجى

شوقًا، فينهاني الضيا وسُرابَـها

قالوا: أما زلتَ المُحبَّ بطيفِها؟

قلت: الهوى مازال بينَ ترابِـهـا

كم كان يكسرني الجمالُ بوجهِها

والآن يوجعني حنين غيابِها

عيناكِ، كم أحيتْ فؤادي نظرةٌ

واليومَ تبكيني الظنونُ لريبِها

كانت كليلى، لا تُدانى حسنَها

والآن صرتُ أفتّشُ عن أسبابها

من لي بمِثل حديثها وبهمسِها؟

من لي بضحكتِها؟ بطيبِ شرابها؟

رَنّتْ فغابت، رَنّةً قد خلّفتْ

في القلب جُرحٌ لا يُداوى عذابها

يا أيّها الزمنُ الذي قد فرّقَت

خطواتُهُ بيني وبينَ رحابِـهـا

أعطيتُها عُمْري، وعِشقي كلَّه

واليومَ لا أملكُ سوى أتعابَـهـا

يا قِبلةَ الأرواحِ، أين ملاكُها؟

أينَ السنا؟ أينَ الجمالُ وطيبُها؟

أين الحديثُ؟ وأينَ وعدٌ صادقٌ

كان الأمانَ، وكان سرَّ شبابِـهـا؟

يا ويحَ قلبٍ ضلّ في طرق الهوى

ومضى يُفتّش عن بقايا طيفهـا

فاصمتْ أيا قلمي، إنّ الحنينَ أمانةٌ

ووصيتي أن لا تُهينَ غيابَـها

إن كان شعري في هواها عاجزا

فالدّمعُ أبلغُ من قصيد قالهـا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

258

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة