الديوان » أحمد جنيدو » وجوهٌ تعود

عدد الابيات : 18

طباعة

وُجوهٌ منَ الماضي تَعودُ، وذِكراها.

نُفتِّـشُ عنْ جَذرٍ على أرضِ مَنفاها.

ونُرسـلُ   للأحلامِ   دَفترَ   حُزنِها،

نَشـدُّ فُصولَ العُمرِ والقلبُ مَجراها.

على  صُوَرٍ  تَنتابُها  غَصَّةٌ  طَغَتْ

إلى  قاعِ  مَنفاها   ليَهتاجَ   مَأواها.

تفوتُ  على  مرأى  الجميعِ  كئيبةً،

و آثارُ   جدواها    تُكدِّرُ    مَرآها.

يَقومُ  بها  التَّابوتُ  فاحصدْ   أنينَهُ،

لمنْ  فجَّرَ  الأحزانَ  فينا وأَغواها.

سنَمضي على نَزفِ التَّجافي يَراعةً

بأرضٍ  رَواها  الفَقدُ  واللهُ مَولاها.

نَكونُ  على  بعدٍ  تَهاوى  يَحُضُّنا،

لنَشـجو طُقوسـاً  أو  نُلملمَ جَدواها.

صَداها   حَياةٌ    والنَّجاةُ  مَراحلٌ،

وأقفاصُها  عمقٌ  ومَرساةُ  مَثواها.

هي الماءُ في شـريانِ أفئدةٍ  سَـرَتْ

بغاثاً، ودمعُ الصَّمتِ يهلهلُ أشقاها.

وينـسـجُ  قمصانَ  الحنانِ  وفقرَها،

كدمعةِ  أمٍّ   تبتغي  جرحَ  سُـقياها.

أيا مركبَ  الأعمارِ  خذنا   رهائناً

رماداً يحاكي غصَّةَ الصَّبرِ مشقاها

خذيني  أنا  الميعادُ  ينكرُني  غدي

يبورُ شحيحاً يفضحُ الحزنُ مسعاها

حزمتُ  بهيمَ  الليلِ  مهما يَـشُـدُّني

إلى  الصُّبحِ  إيمانٌ يُـسـامرُ ليلاها.

أسـطِّرُ  في  كفَّيكِ  طهرَ  طفولتي،

وأرقصُ  فوقَ الماءِ، أُكملُ معناها.

وأجمعُ فيكِ الشَّمسَ رقصَ ضفيرةٍ،

إذا نُثَرَتْ  في الكـونِ، أثمرَ تقواها.

أيا  بنتَ  قلبي  و الدُّعاءِ  وسِــرِّهِ،

تغادرُني  نفـسـي ونفـسـيَ  ملقاها.

أســلِّمُ   للأقدارِ   حالي   و فعلتي،

إلى أنْ يَـشـاءَ  اللهُ تخضرُّ نجواها.

تشرين الأول/2024

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد جنيدو

أحمد جنيدو

12

قصيدة

شاعر سوري له اثنتا عشرة ديوان مطبوع بين شعر الخليلي العامودي وشعر التفعيلة

المزيد عن أحمد جنيدو

أضف شرح او معلومة