يسحُّ لكم طرفي من الوجد كُلَّما
تمايل غصنٌ أو رأى البدر في السما
ولم يبقَ لي جسمٌ وسقمي تجسَّما
أيا من بأنوار الجمال تلثَّما
أما منكِ إشفاقٌ ورحمٌ لخلَّةِ
تساميتِ في خلقٍ فسبحان من برا
وفاخرتِ كل الناس أصلاً وعنصرا
أيا مَن من الأنوار قد جاءَ أنورا
تناهيتِ في حسنٍ به قد سبي الورى
وألَّفتِ بالإعجاب صبحاً بظلمةِ
تفرَّدتُ في سقمٍ كما قد تفرَّدا
جمالك في فرقٍ بهِ الصبح قد غدا
ومرسل جعدٍ قلت لما تجعَّدا
فأنّى يدوم الليل والصبح قد بدا
فقالت هما فرقي وأليَلُ حلّتي
وكشحي هو الميّاس والقد اسمرُ
جبيني هو المرآة والصدغ أنورُ
وبدري من الأقمار أزهى واقمرُ
وطرفي هو الفتانُ اللَه أكبرُ
وثغري يحاكي الزهر في روض جنةِ
وخدِّي هو الجوريُّ لما تورَّدا
وشحروره يشدو وبالركب غرَّدا
وحارسهُ هنديُّ لحظٍ تجرَّدا
وأسواره نارٌ تأجَّجُ سرمدا
حذارِ أيا من جاءَ يرتاد قُبلتي
حنّا بك الأسعد (1820–1898)
حنّا بن أسعد بن جريس أبي صعب، المعروف بـ"حنّا بك الأسعد"، شاعر وأديب لبناني من مشايخ الموارنة، وُلد في نواحي البترون بلبنان عام 1235هـ / 1820م، وتوفي ...