يا من تملَّكْتِ روحي دون تمكيني

ما بال حبِّك في الأعماق يحويني؟ 

قد كنتِ فجراً بآمالي مُوشّحةً

واليومَ صرتِ سرابَ الوهمِ يُضنيني 

عيناكِ إن نظرتْ طافتْ بخاطرتي

كأنها البدرُ في أنحائي يُسقيني 

والدمع  يسري بنار الشوق مُلتهباً

كأن روحيَ من وجدٍ يناجيني 

سالتْ دموعي على خديكِ تسألني

هل كنتِ تحلمينَ اليومَ تُنسيني؟ 

ما كنتُ أعشقُ من قبلكْ ولا عرفوا

أن الهوى غصصٌ بالبعدِ يُفنيني 

هذي يدايَ إذا ناديتُ تقرؤها

صوتَ الحنينِ على الأقدارِ يُدنيني 

عودي إليّ، فإن الليلَ مُرعبُهُ

وطيفُكِ الآنَ في أحلامي يسليني 

أقسمتُ أني سأرضى بالهوى قدرا

ما دام طرفُك بالأشواقِ يأويني 

كم قد كتبتُكِ في سرّي وفي علني

حتى غدوتِ نشيدَ القلبِ يُغريني 

وكلما ضاق بي دربٌ تُرددني

أحلامُ وصلكِ في سري تُواسيني 

إنّي رضيتُكِ رغمَ البُعدِ فاتنتي

فالحبُّ يبقى ولو بالهمّ يكويني 

يا ليت لحظكِ لا يُخفى معالمهُ

فالسحرُ فيهِ بأرضِ الغيدِ يهديني 

إني أحبكِ لا قولاً أوزّعهُ

لكن شعورا على الأضلاعِ يدميني 

فامسح دموعي بالعطفِ يا أملي

ما عاد قلبيَ في نجواهُ يُخفيني 

عودي كنسمةِ صُبح في مواسمِنا

فالوقتُ من بعدكِ الآهاتُ تُشجيني 

واجعل وعدكِ المأمولَ نافذةً

وتُشرقُ الشمسِ في وجدٍ تُحيّيّني 

ما كنتُ أرجو سوى قلبِ يُضمّدني

فهل لقلبِكِ في صدق يلاقيني؟