الديوان » لبنان » حنا الأسعد » هلموا إلى نادي الشجون وزوروا

عدد الابيات : 72

طباعة

هَلُمّوا إلى نادي الشجون وزوروا

عليلاً عليهِ النائباتُ تجورُ

حزينٌ سهام الموت أصمت فؤادهُ

ومن قلبه قاني النجيع يفورُ

كئيبٌ بهِ حالانِ في الحزن والبكا

أجيجٌ مقيمٌ والدموعُ بحورُ

حكى الشمع في نارٍ وذوبٍ وعبرةٍ

وشأنٍ هتونٍ لا يليهِ قُرورُ

فذاب سقاماً والشجون تزيدهُ

نحولاً فأمسى للنسيم أسير

ترائبهُ أجَّت بنيران لوعةٍ

يلاعجها ضمن الحشاء سعيرُ

فطوراً يكفُّ الدمعُ بعضاً وتارةً

يُؤَجِّجُها في الحالتين زفيرُ

تصول عليهِ الداهياتُ بأسهمٍ

ويصحبها عند الطعان نُدورُ

ينادي وأجياش الزفير تحفُّهُ

أخلّايَ ما لي بالمصاب مُجيرُ

أخلّايَ هل إن البوار مُسَلَّطٌ

عليَّ وما لي من رداهُ نصيرُ

تلقَّفَ شبّاني وشيبي ولم يَدع

ذوي المهد يأبى أن يشبَّ صغيرُ

وصال على شمس الجمال بمرهفٍ

براد الضحى من حيث ليس ظهيرُ

وسار بأنوار التمام وقد غدا

حمانا ظلاماً والفؤادُ حصورُ

زمرد ذات الطهر إن صفاتها

إلى اللآل فخرٌ للقلوب سرورُ

عفيفة نفسٍ نفس طهرٍ وخشيةٍ

بهيّة فرقٍ في الجبين بُدورُ

بريعة خلق ذات نورٍ بزيعةٌ

بديعةُ حسنٍ للعيون بَهورُ

قسيمةُ وجهٍ عَيطبولٌ خريدَةٌ

رَبيَّةُ خدرٍ بالحجابِ ذعورُ

رخيمةُ نطقٍ بالحسان فريدةٌ

حميدة وصفٍ ما لذاك نظيرُ

عروبٌ على عرش الكمال قد استوت

وطيبُ ثناها طاب منهُ نُشورُ

حميدة أخلاق تناءَت فأورثت

لنا الحزن ما دام الزمان يدورُ

فتلك التي كانت لميساً وطفلةً

وتأبى إذا مسَّ البنان حريرُ

وكم قد ثوَت صرحاً بهيجاً ولم يَرُق

لناظرها في الكائنات قصورُ

وقد كان في أسمى البروج سريرها

عليهِ لها الخزذُ الثمينُ وثيرُ

وذا الآن قد أمست موسَّدة الثرى

وضمَّت زُهى تلك الشموس قبورُ

وغابت عن العمِّ الحنون وقد غدا

حمى الآل يبكى والفؤاد حسيرُ

ألا أيها العمُّ الحزون ألا انتحب

عليها زماناً ما تكرُّ دهورُ

ألا أيها العمُ الشفوق ألاانتحب

غصيصاً بشرقٍ لا يليهِ فتورُ

ألا أيها العم الكئيب ألا انتحب

بكاءً وإن لاشى الشؤونَ دمورُ

ألا أين ذيّاك الصبوح ونورهُ

أطارت بهِ العنقاءُ حيث تطيرُ

ألا أين ذيّاك الصباح وليلهُ

ألا الصبح فرقٌ والدِجيُّ شعورُ

ألا أين خطّار الظريفة مائسٌ

فهل حجَّبتهُ في الصروح خُدورُ

ألا أينَ هتيك الستيرةُ لن تُرى

أتُغشى رهى نور الشموس سُتورُ

ألا أين هتيك اللطيفة هل نأت

وقد حلَّ بالطرف الحسير حُسور

وهل قد تولى الحورُ حوراء مقلةٍ

فغابت وليست للربوع تحورُ

ألا أيها الهلون سُحّوا دُموعكم

دموعاً ويجريها الزمانَ خُطورُ

أيا لهفي فيما الثريا بشلمها

تجلَّت وشملي بالمصاب ثُغور

أيا لهفي في كلما ذرَّ شارقٌ

وما افترَّ في بلج الصباح ثُغورُ

أيا لهفي في كلما ماس مائسٌ

وأفكر قد لاشى الرطيب هصورُ

أيا لهفي ما العينُ لم تلقَ بدرَها

وما دام صدري بالشجون حصيرُ

أيا لهفي مادمت والعمرُ قد نما

وما قد تمادى في الزمان عصورُ

أيا أشؤني سحّي مدى الدهر عندَماً

ولا تكففي حتى يأوبَ سجيرُ

ويا حرَّ قلبي زد سعيراً حشاشتي

وزدني لهيباً ما الحبيبُ شطيرُ

ألا أبكي صباها الدهر يا كل مقلةٍ

من الآل وليسقى الضريح قطورُ

ألا يا حمام أبكي حمامة قصرنا

وزدنا حنيناً ما يُزاد هديرُ

ألا أبكي أيا ديباج أعطاف بانةٍ

أبى أن يلافيك الزمانَ مُنيرُ

ألا اذرف دموعاً ليلها الحليُ حيث لم

يزُركَ صبيحٌ أو تُزِنكَ نُحورُ

ألا يا خمار أبكي غضاضةً طرفها

فما لك فخرٌ بعدها وفخورُ

ألا يا صدوح الدوح عد بالنوى النوى

وجد متقناً للنوح أنت خبيرُ

وعدِّ صِباها كلما هبت الصبا

باوج الصِبا لا يزعجنَّ كُرورُ

وردّد حنيناً يُزعج الصَلد نوحهُ

لتُجريَ دمعاً كالشؤون صخورُ

وزَوِّد نَسَيمات الصَبا كل حسرةٍ

تصاحبها أنّى وحيثُ تسيرُ

عسى تلتقى العفراءَ بعد نفارها

وتخبرها كيف الفؤاد كسيرُ

لعل التي لا نورُ في الحي بعدها

يضيء بنور إذ تأوبُ نأورُ

خليليَّ ما فكري مدى الدهر خادعي

فهيهات يأتي للقلوب حُبورُ

نأت مهجتي رغماً فما ليَ حيلةٌ

وطرفي بصيرٌ والذراع قصيرُ

ولو فُدِّيَت بالمال والروح والنُهى

ووافى إليَّ بالقبول بشيرُ

لجدتُ وما ضنَّيتُ في ذاك ساعةً

وآليتُ صدقاً أنَّهُ لنزيرُ

ولكنما الحتف الخأون فلم يكن

رحوماً ولا يفدي وذاك شهيرُ

حِمامٌ يُذيق الناس طُرّاً مرارةً

وفيهِ تساوي مُرملٌ وخطيرُ

فتباً لذي الدنيا وتعساً لطامحٍ

بزهوٍ ويدري أن ذا لَغُرورُ

دُفارٌ مقرُّ الترُّهات فكل مَن

ثواها غريرٌ بالغواءِ سكورُ

وكلٌ على نهج الزوال لسائرٌ

صباحاً وبعضٌ بالمساء يسيرُ

وما لامرءٍ حالٌ تدوم على البقا

فسُرٌّ وضرٌّ ينثني ويُمورُ

تزول البرايا بالعمايات مثلما

تزول الملاهي والزُهى وَزُهورُ

أخا الحزم لا تأمن خِنوراً ومكرها

فإن صفاها والمان خُتورُ

وخذ عبرَةً من عبرةٍ لشؤونها

شؤونٌ بتسكاب الدموع تُغورُ

ومِق حال إنسان العيون زُمُرُّدٍ

ألا أين ذيّاك النقا ونضيرُ

فتلك التي لو كنتُ اصفح منشدٍ

وكان لبيدٌ مسعفي وجريرُ

لما جئتُ بعضاً من نعوت كمالها

فأنّي وقد عمَّ الجنان قصورُ

أيا ربُّ كرِّم في الجنان مقامها

وعظِّم بها أجري فأنت قديرُ

تناءَت ولا عودٌ يُرَجّى وإنما

تناءى الصبايا للكهول نذيرُ

ومذ أغربت بات المؤرِّخ لاهجٌ

لقد حلَّ في دار النعيم نظورُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حنا الأسعد

avatar

حنا الأسعد

لبنان

poet-Hanna_Al-Asaad@

480

قصيدة

39

الاقتباسات

13

متابعين

الاسم الكامل: حنّا بن أسعد بن جريس أبي صعب الاسم المعروف به: حنّا بك الأسعد تاريخ الميلاد: 1235هـ / 1820م تاريخ الوفاة: 1315هـ / 1898م الجنسية: لبناني الانتماء الديني: من مشايخ الموارنة المنطقة: نواحي البترون، لبنان التعليم: درس ...

المزيد عن حنا الأسعد

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة