عيناكَ يا عراق كالشمعةِ تقطران دمعًا
وأنا النّاطرُ عن بعدٕ
بهجتكَ شوقًا وصمتًا وحُبًّا...
عقدان مضت ولم أزل رحالاً
في كُلِّ بلدٕ كانَ لدي إقامة
بينما لي في كُلِّ بحرٕ
سُفُنٍ واشرعةٍ وميناء...
على أرصفته تأملتُ،صليتُ،كتبت…
لا بل في الكثير مِنَ المطاراتِ
كانَ لي انتظار وفي اجوائها تحليقٌ...
أجلْ يَا بلدي؛
إذ بسبب التّرحال
مَا عادت مُهجتي غواليَّ
حَتّى قرطاسي مَا عادَ هودجًا
ولا هودجيّ غدى سفينةً إلى موطنِ الأجدادِ...
وها أنَا اليوم مِن أمريكا
أتساءلُ كيف أحشم ذاكرتي
وأقنع قلمي بالكفِّ عَن الكتابةِ
وكيفَ للدّموع الغوالي أجليها عن المآقيَّ
وكيفَ أصدُ قلمي عن النشر في المواقع والصحف ودور النشر
عن التوقف عن نشر كتاباتي
أنا الذي تعلمتُ من كلّ مهجر لغةٍ
لكنّي لا زلتُ أكتبُ بلغةٕ ولدت معي يوم مولدي
وها هي المدنُ والعواصمَ لم تملْ يومًا من ترحالي
إذ أني الكاهن البغدادي منذ هُجّرت مِن أرضي
لا شارع المُتنبي سألني عن الوجهةِ ولا بلادِ الغُربةِ رست بترحالي
84
قصيدة