الديوان » عمار شاهر قرنفل - الرحال » "بينَ دمعتيْ.. و دمع القلب"

عدد الابيات : 23

طباعة

لَقَدْ نَهَانِيَ صَبْرِي عَنْ تَجَلُّدِهِ

وَأَسْلَمَ الدَّمْعَ لِلْأَطْلَالِ وَالذَّارِي

وَقُلْتُ يَا دَارَ سَارَةٍ، هَلَّا أَجَبْتِ

فَإِنَّ عَهْدَكِ مَرْسُومٌ بِأَسْطَارِ

يَا مَنْ سَبَتْنِي بِنُورِ الْعَيْنِ وَاحِدَةً

وَكَيْفَ أَحْسَبُ نُورَ الشَّمْسِ كَالنَّارِ؟

إِنِّي رَأَيْتُكِ فَانْهَالَتْ جَوَانِحُهُ

كَمَا يَهُبُّ جَوَادُ الرِّيحِ بِأَعْطَارِي

مَا كُنْتُ أَعْرِفُ أَنَّ الْعَيْنَ تَخْدَعُنِي

حَتَّى رَأَيْتُكِ فِي الْآفَاقِ كَأَقْدَارِي

يَا سَارَةَ الْعَيْنِ، كَمْ قَدْ بَانَ مِنْ زَمَنٍ

وَالْقَلْبُ يَصْلَى بِنَارِ الْحُبِّ وَالْوَارِي

هَلْ تَذْكُرِينَ يَوَانِيعَ الْغَرَامِ وَمَا

خَطَّتْهُ أَيْدِينَا مِنْ عَطْفٍ وَإِيثَارِ؟

إِنْ كُنْتِ تَسْأَلُ عَنِّي فَاعْلَمِي أَنَّنِي

عَلَى دُمُوعِيَ مَسْفُوحٌ بِأَسْحَارِ

لَوْ كَانَ يُحْيِي الْغَرَامُ الْمُسْتَهَامَ بِهِ

لَأَحْيَتِ الْعَيْنُ أَحْزَانِي وَأَوْزَارِي

لَكِنَّهُ الدَّهْرُ، يَشْكُو الْعَاشِقُونَ بِهِ

بُعْدًا وَحُزْنًا وَأَشْوَاقًا بِأَسْوَارِ

يَا دَارَ سَارَةَ، إِنِّي مَا بَقِيتُ بِكُمْ

إِلَّا كَأَطْلَالِكِ الْخَالِيَةِ السَّارِي

فَإِنْ تَعُودُ، فَسَأَكْسُو كُلَّ مُنْدَرِسٍ

مِنَ الْغَرَامِ، وَأُحْيِي كُلَّ آثَارِي

وَأَرْسُمُ الْوَصْلَ بِالْأَحْرُفِ الْوَضَّاءِ

فَوْقَ صَفَائِحِ أَيَّامِي وَأَقْمَارِي

يَا دَارَ سَارَةَ، أَبْكَى الرِّيحُ سَاكِنَهَا

وَأَنْزَلَ الْمَطَرُ الدَّامِي بِأَسْمَارِ

كَمْ قَدْ وَقَفْتُ بِهَا، وَالْهَمُّ يَعْصِفُ بِي

وَالْحُزْنُ يَشْكُو لِذِكْرَاهَا وَدِيَّارِي

وَكَمْ نَثَرْتُ عَلَى أَرْضِ الْغَرَامِ دَمِي

فَامْتَصَّهُ الطَّلْلُ مِنْ شَوْقٍ وَإِصْرَارِ

يَا نَاظِرَ الطَّلَلِ الْبَاكِي، مَتَى ظَهَرَتْ

شَمْسُ اللِّقَاءِ؟ وَمَتَى يَحْلُو بِإِسْفَارِ؟

إِنْ كَانَ فَرْقَى أَتَتْنِي غَيْرَ مُهْتَدَةٍ

فَالصَّبْرُ يَقْتُلُ مِنِّي كُلَّ مِقْدَارِ

وَإِنْ تَنَاءَتْ دِيَارُ الْحُبِّ، فِي أَمَلٍ

أَحْيَا وَفِي لَهَفَاتِ الشَّوْقِ وَالْقَارِ

يَا سَارَةَ الْحُسْنِ، إِنِّي لَا أُطِيقُ أَسًى

وَفَارِقُ الدَّهْرِ يَبْكِي بَيْنَ أَسْوَارِي

لَوْ كَانَ يَشْفَعُ لِلْمُحْتَارِ دَمْعَتُهُ

لَسَالَ دَمْعِيَ فِي الدُّنْيَا بِأَنْهَارِي

فَارْفُقْ بِقَلْبِي، فَإِنِّي بَيْنَ مُحْتَرِقٍ

وَبَيْنَ مَنْ ذَابَ شَوْقًا لَيْسَ يَنْهَارِ

وَإِنْ سَأَلْتِ عَنِ الْمُهْجُورِ، قُلْتُ لَهَا

قَضَى عَلَيْهِ النَّوَى فِي كُلِّ أَوْطَارِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

عمار شاهر قرنفل - الرحال

41

قصيدة

عمار شاهر قرنفل، كاتب وشاعر ومدوّن، يحمل دبلومًا في القانون الدولي من كلية الحقوق بجامعة حلب. وُلد في سلقين في 31 مارس 1972، فكان للحروف فيه ميلاد آخر. عاشق للشعر، رحّال بين الكلمات والمعاني،

المزيد عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

أضف شرح او معلومة